اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 212
أنيس ، ففطن له
عبدالله فزجر بعيره ثمّ اقتحم يسوق بالقوم حتّى إذا استمكن من اليسير ضرب رجله
فقطعها ، فاقتحم اليسير وفي يده مخرش[١]
من شوحط [٢]
فضرب به وجه عبدالله فشجّه مأمومة [٣]
، وانفكأ كلّ المسلمين على رديفه فقتله ، غير رجل واحد من اليهود أعجزهم شدّا ، ولم
يصب من المسلمين أحد ، وقدموا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فبصق في شجّة عبدالله بن أنيس فلم تؤذه حتّى مات [٤].
وبعث غالب بن عبدالله الكلبي إلى أرض
بني مرّة فقتل وأسر [٥].
وبعث عيينة بن حصن البدري إلى أرض بني
العنبر فقتل وأسر [٦].
ثمّ كانت عمرة القضاء سنة سبع اعتمر
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والذين
شهدوا معه الحديبية ، ولمّا بلغ قريشاً ذلك خرجوا متبدّدين ، فدخل مكّة وطاف
بالبيت على بعيره بيده محجن [٧]
يستلم به الحجر ، وعبدالله بن رواحة أخذ بخطامه وهو يقول :
خلّوا بني الكفّار عن سبيلهِ
خلّوا فكلّ الخيرِ في رسولهِ
[١] المخرش : خشبة
يخط بها الخرّاز. «الصحاح ـ خرش ـ ٣ : ١٠٠٤».
[٢] الشوحط : ضرب من
شجر الجبال تتخذ منه القسي. «النهاية ٢ : ٥٠٨».
[٣] المأمومة : الشجة
التي بلغت اُم الرأس. «لسان العرب ١٢ : ٣٣».
[٤] دلائل النبوة
للبيهقي ٤ : ٢٩٤ ، سيرة ابن كثير ٣ : ٤١٨ ، وانظر : المغازي للواقدي ٢ : ٥٦٦ ، وسيرة
ابن هشام ٤ : ٢٦٦ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٢١ : ٤١.