اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 206
المسلمين سهيل بن
عمرو ومن معه من أهل مكّة : على أنّ الحرب مكفوفة فلا إغلال ولا إسلال ولا قتال ، وعلى
أن لا يستكره أحد على دينه ، وعلى أن يعبد الله بمكة علانية ، وعلى أنّ محمداً
ينحر الهدي مكانه ، وعلى أن يخلّيها له في قابل ثلاثة أيّام فيدخلها بسلاح الراكب
وتخرج قريش كلّها من مكّة إلاّ رجل واحد من قريش يخلفونه مع محمّد وأصحابه ، ومن
لحق محمّداً وأصحابه من قريش فإن محمداً يرده إليهم ، ومن رجع من أصحاب محمّد إلى
قريش بمكّة فإنّ قريشاً لا تردّه إلى محمّد ـ وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا سمع كلامي ثمّ جاءكم فلا حاجة
لي فيه» ـ وأن قريشاً لا تعين على محمّد وأصحابه احداً بنفس ولا سلاح...إلى آخره.
فجاء أبو جندل إلى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى جلس إلى جنبه ، فقال أبوه سهيل : ردّه
عليّ ، فقال المسلمون : لا نردّه.
فقام صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأخذ بيده وقال : «اللّهم إن كنت تعلم أنّ أبا جندل لصادقٌ فاجعل له فرجاً
ومخرجاً» ثمّ أقبل على الناس وقال : «إنّه ليس عليه بأس ، إنّما يرجع إلى أبيه
واُمه ، وإنّي أريد أن اتمّ لقريش شرطها».
ورجع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى المدينة وأنزل الله في الطريق سورة
الفتح (اِنّا فَتَحنا لَكَ فَتحاً مُبيناً)[١].
قال الصادق عليهالسلام : «فما انقضت تلك المدّة حتّى كاد
الاسلام يستولي على أهل مكّة».