اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 175
اليوم؟
قال : «الله».
ودفع جبرئيل في صدره فوقع السيف من يده
، فأخذه رسول الله وقام على رأسه وقال : «من يمنعك منّي»؟.
قال : لا أحد ، وأنا أشهد أن لا إله
إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، والله لا اُكثر عليك جمعاً أبداً. فأعطاه
رسول الله سيفه ثمّ أدبر ، ثمّ أقبل بوجهه ثمّ قال : والله لاَنت خير مني.
قال رسول الله : «أنا أحقّ بذلك منك».
فأتى قومه فقيل له : أين ما كنت تقول
وقد أمكنك والسيف في يدك؟
قال : قد كان والله ذلك ، ولكنّي نظرت
إلى رجل أبيض طويل دفع في صدري فوقعت لظهري ، فعرفت أنّه ملك ، وشهدت أنّ محمداً
رسول الله ، والله لا اُكثر عليه. وجعل يدعو قومه إلى الاِسلام ونزلت هذه الآية : (يا اَيُّها
الذِين آمَنُوا اذكُرُوا نِعمَةَ الله عَليكُم اِذ هَمَ قَومٌ اَن يَبسُطُوا
اِلَيكُم اَيدِيَهُم فَكَفَّ اَيدِيهم عَنكُم) الآية (١) (٢).
ثمّ كانت غزوة القردة ، ماء من
مياه نجد ، بعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
زيد بن حارثة بعد رجوعه من بدر إلى المدينة بستّة أشهر ، فأصابوا عيراً لقريش على
القردة فيها أبو سفيان ومعه فضّة كثيرة ، وذلك لاَنّ قريشاً قد خافت طريقها التي
كانت تسلك إلى الشام حين كان من وقعة بدر ، فسلكوا طريق العراق واستأجروا رجلاً من
بكر بن وائل يقال له : فرات بن حيّان ، يدّلهم على الطريق ، فأصاب زيد بن حارثة
تلك العير ، وأعجزته