اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 174
بهم الناس.
فخرج رسول الله في طلبهم حتّى بلغ قرقرة
الكدر [١] فرجع وقد
فاته أبو سفيان ، ورأوا زاداً من أزواد القوم قد طرحوها يتخفّفون منها للنجاء ، فقال
المسلمون حين رجع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بهم : يارسول الله ، أنطمع أن تكون لنا غزوة؟ فقال عليهالسلام
: «نعم» [٢].
ثمّ كانت غزوة ذي أمّر ، بعد مقامه
بالمدينة بقيّة ذي الحجّة والمحرّم ، مرجعه من غزوة السويق ، وذلك لمّا بلغه أنّ
جمعاً من غطفان قد تجمّعوا يريدون أن يصيبوا من أطراف المدينة عليهم رجل يقال له :
دعثور بن الحارث ابن محارب ، فخرج في اربعمائة وخمسين رجلاً ومعهم أفراس ، وهرب
منه الأعراب فوق ذُرى الجبال ، ونزل صلىاللهعليهوآلهوسلم
ذا أمّر وعسكر به ، وأصابهم مطر كثير. فذهب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لحاجته فأصابه ذلك المطر فبلّ ثوبه ، وقد
جعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وادي أمرّ بينه وبين أصحابه ، ثمّ نزع ثيابه فنشرها لتجفّ وألقاها على شجرة ثمّ
اضطجع تحتها ، والأعراب ينظرون إلى كلّ ما يفعل رسول الله ، فقالت الأعراب لدعثور
ـ وكان سيّدهم وأشجعهم ـ قد أمكنك محمّد وقد انفرد من بين أصحابه حيث إن غوّث
بأصحابه لم يغث حتّى تقتله.
فاختار سيفاً من سيوفهم صارماً ، ثمّ
أقبل مشتملاً على السيف حتّى قام على رأس رسول الله بالسيف مشهوراً فقال : يا
محمّد من يمنعك منّي
[١] قرقرة الكدر : القرقرة
الأرض الملساء ، والكدر جمع أكدر من اللون ، قال الواقدي : بناحية المعدن قريبة من
الأرحضية بينها وبين المدينة ثمانية برد. وقال غيره : ماء لبني سليم. «معجم
البلدان ٤ : ٤٤١».
[٢] انظر : المغازي
للواقدي ١ : ١٨١ ، وسيرة ابن هشام ٣ : ٤٧ ، والطبقات الكبرى ٢ : ٣٠.
اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 174