اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 104
فلمّا نظر إليه
يصلّي قال : «يا أبا القاسم ما هذا»؟
قال : «هذه الصلاة التي أمرني الله
بها».
فدعاه إلى الاسلام ، فأسلم وصلّى معه ، وأسلمت
خديجة ، فكان لا يصلّي إلاّ رسول الله ، وعليّ وخديجة عليهمالسلام خلفه.
فلمّا أتى لذلك أيّام دخل أبو طالب إلى
منزل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ومعه جعفر ، فنظر إلى رسول الله وعليّ عليهماالسلام
بجنبه يصلّيان ، فقال لجعفر : ياجعفر صل جناح ابن عمّك ، فوقف جعفر بن أبي طالب عليهالسلام من جانب الآخر ، فلمّا وقف جعفر على
يساره بدر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
من بينهما وتقدّم ، وأنشأ أبو طالب في ذلك يقول :
إنّ عليّاً وَجعفـّـراً ثـقـتــي
عندَ ملمِّ الـزمـان والكربِ
والله لا أخـذلُ الـنـبــيّ ولا
يَخذِلهُ مِن بنيّ ذو حـسـبِ
لا تـخـذلا وانصرا ابن عمّكما
أخـي لاُمّـي مِن بينهم وأبي
قال : وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يتّجر لخديجة قبل أن يزوّج بها وكان
أجيراً لها ، فبعثته في عير لقريش إلى الشام مع غلام لها يقال له : ميسرة ، فنزلوا
تحت صومعة راهب من الرهبان ، فنزل الراهب من الصومعة ونظر إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : من هذا؟
قالوا : هذا ابن عبد المطّلب.
قال : لا ينبغي أن يكون أبوه حيّاً ، ونظر
إلى عينيه وبين كتفيه فقال : هذا نبيّ الاُمّة ، هذا نبيّ السيف.
فرجع ميسرة إلى خديجة فأخبرها بذلك ، وكان
هذا هو الذي أرغب خديجة في تزويجها نفسها منه ، وربحت في تلك السفرة ألف دينار.
ثمّ خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى بعض أسواق العرب فرأى زيداً ووجده
غلاماً كيّساً فاشتراه لخديجة ، فلمّا تزوّجها رسول الله صلّى
اسم الکتاب : إعلام الورى بأعلام الهدى المؤلف : الشيخ الطبرسي الجزء : 1 صفحة : 104