responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير ابن كثير المؤلف : ابن كثير    الجزء : 1  صفحة : 3
بسم الله الرحمن الرحيم (قال الشيخ الامام الأوحد، البارع الحافظ المتقي، عماد الدين أبو الفداء: إسماعيل بن الخطيب أبي حفص عمر بن كثير، الشافعي. (رحمه الله تعالى ورضي عنه).
الحمد لله رب الذي افتتح كتابه بالحمد فقال (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) وقال تعالى:
(الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا * وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا * ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) وافتتح خلقه بالحمد فقال تعالى: (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون واختتمه بالحمد فقال بعد ما ذكر مآل أهل الجنة وأهل النار (وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين) ولهذا قال تعالى: (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون)
كما قال تعالى (الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير) فله الحمد في الأولى والآخرة أي في جميع ما خلق وما هو خالق، هو المحمود في ذلك كله كما يقول المصلي " اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وملء ما شئت من شي بعد " ولهذا يلهم أهل الجنة تسبيحه وتحميده كما يلهمون النفس أي يسبحوه ويحمدونه عدد أنفاسهم، لما يرون من عظيم نعمه عليهم، وكمال قدرته وعظيم سلطانه وتوالي مننه ودوام إحسانه إليهم كما قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم * دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين).
والحمد لله الذي أرسل رسله (مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) وختمهم بالنبي الأمي العربي المكي الهادي لأوضح السبل، أرسله إلى جميع خلقه من الإنس والجن من لدن بعثته إلى قيام الساعة كما قال تعالى: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فامنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) وقال تعالى: (لأنذركم به ومن بلغ)
فمن بلغه هذا القرآن من عرب وعجم وأسود وأحمر وإنس وجان فهو نذير له، ولهذا قال تعالى: (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) فمن كفر بالقران ممن ذكرنا فالنار موعده بنص الله تعالى كما قال تعالى (فانذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بعثت إلى الأحمر والأسود " قال مجاهد يعني الإنس والجن. فهو صلوات الله وسلامه عليه رسول الله إلى جميع الثقلين الإنس والجن مبلغا لهم عن الله تعالى ما أوحاه إليه من هذا الكتاب العزيز (الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) وقد أعلمهم فيه عن الله تعالى أنه ندبهم إلى فهمه فقال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) وقال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مباركا ليدبروا آياته وليتذكروا أولوا الباب) وقال تعالى:
(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).


اسم الکتاب : تفسير ابن كثير المؤلف : ابن كثير    الجزء : 1  صفحة : 3
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست