اسم الکتاب : تفسير القرطبي المؤلف : القرطبي، شمس الدين الجزء : 14 صفحة : 317
من بعد والنئيش: الشئ البطئ. قال الجوهري: التناؤش (بالهمز) التأخر والتباعد. وقد نأشت الامر أنأشه نأشا أخرته، فانتأش. ويقال: فعله نئيشا أي أخيرا. قال الشاعر: تمنى نئيشا أن يكون أطاعني * وقد حدثت [1] بعد الأمور أمور وقال آخر: قعدت زمانا عن طلابك للعلا * وجئت نئيشا بعدما فاتك الخبر [2] وقال الفراء: الهمز وترك الهمز في التناؤش متقارب، مثل: ذمت [3] الرجل وذأمته أي عبته. " من مكان بعيد " أي من الآخرة. وروى أبو إسحاق عن التميمي عن ابن عباس قال: " وأنى لهم " قال: الرد، سألوه وليس بحين رد. قوله تعالى: وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد [53] قوله تعالى: (وقد كفروا به) أي بالله عز وجل وقيل: بمحمد (من قبل) يعني في الدنيا. (ويقذفون بالغيب) العرب تقول لكل من تكلم بما لا يحقه [4]: هو يقذف ويرجم بالغيب. " من مكان بعيد " على جهة التمثيل لمن يرجم ولا يصيب، أي يرمون بالظن فيقولون: لا بعث ولا نشور ولا جنة ولا نار، رجما منهم بالظن، قال قتادة. وقيل: " يقذفون " أي يرمون في القرآن فيقولون: سحر وشعر وأساطير الأولين. وقيل: في محمد، فيقولون ساحر شاعر كاهن مجنون. " من مكان بعيد " أي إن الله بعد لهم أن يعلموا صدق محمد. وقيل: أراد البعد عن القلب، أي من مكان بعيد عن قلوبهم. وقرأ مجاهد " ويقذفون بالغيب " غير مسمى الفاعل، أي يرمون به. وقيل: يقذف به إليهم من يغويهم ويضلهم.
[1] في اللسان مادة نأش: (ويحدث من بعد..). [2] في ش، ك: (الخير) بالياء المثناة. [3] في اللسان: ذامه يذيمه ذيما وذاما عابه وذمته أذيمه وأذمته وذممته كله بمعنى. [4] حق الامر يحقه وأحقه: كان منه على يقين.
اسم الکتاب : تفسير القرطبي المؤلف : القرطبي، شمس الدين الجزء : 14 صفحة : 317