responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المفردات في غريب القرآن المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 491


واختص بأعمال الحج ، والمناسك مواقف النسك وأعمالها ، والنسيكة مختصة بالذبيحة ، قال ( ففدية من صيام أو صدقة أو نسك - فإذا قضيتم مناسككم - منسكا هم ناسكوه ) .
نسل : النسل الانفصال عن الشئ ، يقال نسل الوبر عن البعير والقميص عن الانسان ، قال الشاعر :
* فسلي ثيابي عن ثيابك تنسلي * والنسالة ما سقط من الشعر وما يتحات من الريش ، وقد أنسلت الإبل حان أن ينسل وبرها ، ومنه نسل إذا عدا ، ينسل نسلانا إذا أسرع ، قال ( وهم من كل حدب ينسلون ) والنسل الولد لكونه ناسلا عن أبيه ، قال ( ويهلك الحرث والنسل ) وتناسلوا توالدوا ، ويقال أيضا إذا طلبت فضل إنسان فخذ ما نسل لك منه عفوا .
نسي : النسيان ترك الانسان ضبط ما استودع إما لضعف قلبه ، وإما عن غفلة وإما عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره ، يقال نسيته نسيانا ، قال ( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما - فذوقوا بما نسيتم - فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان - لا تؤاخذني بما نسيت - فنسوا حظا مما ذكروا به - ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل - سنقرئك فلا تنسى ) إخبار وضمان من الله تعالى أنه يجعله بحيث لا ينسى ما يسمعه من الحق ، وكل نسيان من الانسان ذمه الله تعالى به فهو ما كان أصله عن تعمد وما عذر فيه نحو ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم " رفع عن أمتي الخطأ والنسيان " فهو ما لم يكن سببه منه ، وقوله ( فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم ) هو ما كان سببه عن تعمد منهم وتركه على طريق الإهانة ، وإذا نسب ذلك إلى الله فهو تركه إياهم استهانة بهم ومجازاة لما تركوه ، قال ( فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا - نسوا الله فنسيهم ) وقوله ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) فتنبيه أن الانسان بمعرفته بنفسه يعرف الله ، فنسيانه لله هو من نسيانه نفسه .
وقوله تعالى : ( واذكر ربك إذا نسيت ) .
قال ابن عباس : إذا قلت شيئا ولم تقل إن شاء الله فقله إذا تذكرته ، وبهذا أجاز الاستثناء بعد مدة ، قال عكرمة : معنى نسيت ارتكبت ذنبا ، ومعناه أذكر الله إذا أردت وقصدت ارتكاب ذنب يكن ذلك دافعا لك فالنسي أصله ما ينسى كالنقض لما ينقض وصار في التعارف اسما لما يقل الاعتداد به ، ومن هذا تقول العرب احفظوا أنساءكم أي ما من شأنه أن ينسى ، قال الشاعر :

اسم الکتاب : المفردات في غريب القرآن المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 491
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست