responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المفردات في غريب القرآن المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 47


باسل ومبتسل الوجه ، ولتضمنه لمعنى المنع قيل للمحرم والمرتهن بسل وقوله تعالى :
( وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ) أي تحرم الثواب . والفرق بين الحرام والبسل أن الحرام عام فيما كان ممنوعا منه بالحكم والقهر والبسل هو الممنوع منه بالقهر ، قال عز وجل ( أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا ) أي حرموا الثواب وفسر بالارتهان لقوله :
( كل نفس بما كسبت رهينة ) .
قال الشاعر :
* وإبسالي بنى بغير جرم * وقال آخر :
* فإن تقويا منهم فإنهم بسل * أقوى المكان إذا خلا وقيل للشجاعة البسالة إما لما يوصف به الشجاع من عبوس وجهه أو لكون نفسه محرما على أقرانه لشجاعته أو لمنعه لما تحت يده عن أعدائه وأبسلت المكان حفظته وجعلته بسلا على من يريده والبسلة أجرة الراقي ، وذلك لفظ مشتق من قول الراقي أبسلت فلانا : أي جعلته بسلا أي شجاعا قويا على مدافعة الشيطان أو الحيات والهوام أو جعلته مبسلا أي محرما عليها وسمى ما يعطى الراقي بسلة ، وحكى بسلت الحنظل طيبته فإن يكن ذلك صحيحا فمعناه أزلت بسالته أي شدته أو بسله أي تحريمه وهو ما فيه المرارة الجارية مجرى كونه محرما .
وبسل في معنى أجل وبس .
بشر : البشرة ظاهر الجلد والأدمة باطنه ، كذا قال عامة الأدباء ، وقال أبو زيد بعكس ذلك وغلط أبو العباس وغيره . وجمعها بشر وأبشار وعبر عن الانسان بالبشر اعتبارا بظهور جلده من الشعر بخلاف الحيوانات التي عليها الصوف أو الشعر أو الوبر واستوى في لفظ البشر الواحد والجمع وثنى فقال تعالى : ( أنؤمن لبشرين ) وخص في القرآن كل موضع اعتبر من الانسان جثته وظاهره بلفظ البشر نحو :
( وهو الذي خلق من الماء بشرا ) وقال عز وجل ( إني خالق بشرا من طين ) ولما أراد الكفار الغض من الأنبياء اعتبروا ذلك فقالوا ( إن هذا إلا قول البشر ) وقال تعالى : ( أبشرا منا واحد نتبعه - ما أنتم إلا بشر مثلنا - أنؤمن لبشرين مثلنا - قالوا أبشر يهدوننا ) وعلى هذا قال ( إنما أنا بشر مثلكم ) تنبيها أن الناس يتساوون في البشرية وإنما يتفاضلون بما يختصون به من المعارف الجليلة والأعمال الجميلة ولذلك قال بعده ( يوحى إلى ) تنبيها أنى بذلك تميزت عنكم . وقال تعالى :
( لم يمسسني بشر ) فخص لفظ البشر . وقوله ( فتمثل لها بشرا سويا ) فعبارة عن الملائكة ونبه أنه تشبح لها وتراءى لها بصورة بشر ، وقوله تعالى : ( ما هذا بشرا ) فإعظام له وإجلال وأنه أشرف وأكرم من أن يكون جوهره

اسم الکتاب : المفردات في غريب القرآن المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست