responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسير شبّر المؤلف : شبّر، السيد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 0
الكتاب: تفسير شبر المؤلف: السيد عبد الله شبر الجزء: الوفاة: 1422 المجموعة: مصادر التفسير عند الشيعة تحقيق: راجعه الدكتور حامد حفني داود الطبعة: الثالثة سنة الطبع: 1385 - 1966 م المطبعة: السيد مرتضى الرضوي الناشر: السيد مرتضى الرضوي ردمك: ملاحظات:
تفسير القرآن الكريم للعلامة المحقق الجليل السيد عبد الله شبر المتوفى عام 1242 ه‌ راجعه الدكتور حامد حفني داود أستاذ كرسي الأدب في كلية الألسن العليا بالقاهرة طبعة ثالثة وتمتاز على الطبعة الأولى بزيادات اصلاحات هامة 1385 ه‌ - 1966 م قام بطبعها ونشرها السيد مرتضى الرضوي صاحب مطبوعات بالقاهرة
تعريف الكتاب 1
بسم الله الرحمن الرحيم التعريف بهذا التفسير الجليل تفسير القرآن الكريم للعلامة السيد عبد الله بن محمد رضا شبر بقلم الدكتور حامد حفني داود أستاذ الأدب العربي بكلية الألسن بالقاهرة علم التفسير من أقدم العلوم صلة بالتشريع الاسلامي هذا إذا نظرنا إليه كعلم من علوم الشريعة، أما حين ننظر إليه من زاوية (أصول الشريعة) فهو أول علومها، باعتباره تابعا وملاصقا للقرآن نفسه.
وقد كان جبريل - عليه السلام - ينزل بالآيات القرآنية منجمة على صاحب الشريعة - صلوات الله وسلامه عليه - وكان يتدارس القرآن العظيم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في رمضان من كل عام.
وكان الصحابة بحكم ملابستهم لحضرة الرسول عليه السلام، وتأدبهم بآدابه وملازمتهم حضرته في غدوه ورواحه يفهمون ما ينزل من الآيات مرتبطة بأسباب النزول - وأحداثه وملابساته.
وكان عبد الله بن عباس من النفر القليل من الصحابة الذين دعا لهم الرسول بفهم الوحي والتنزيل.
وقد نمى هذا الاستعداد في نفس ابن عباس كذلك ملازمته للإمام علي بن أبي طالب - رضى الله = عنه بعد انتقال حضرة الرسول إلى الرفيق الاعلى، وعلى كما نعلم باب هذا المنهل الفياض من علوم النبوة، وواضع حجر الأساس في الحضارة الروحية الاسلامية.
ومن ثم كانت مأثورات ابن عباس ورواياته في تفسير آيات القرآن أول من عرف من التفاسير التي تستند في جملتها على الحديث والأثر.
وإذا كان عبد الله بن عباس معدودا في الرعيل الأول ممن عاصر الامام على رضوان الله عليه فإننا نعلم من ذلك أن التفسير بالأثر والحديث النبوي من العلوم التي تفرد بها البيت النبوي، وعرف بها الأئمة قبل غيرهم، واختص بها ابن عباس بتوجيه منهم.
فلما كان العصر العباسي وازداد اتصال العرب بحضارات الفرس والرومان واليونان والهند وتلاصقت هذه الحضارات في العقل العربي كما تتلاطم الأمواج في المحيط الواسع - حدث الامتزاج الفكري، فعرف العرب الحضارة المادية من الفرس، ونظم الإدارة وأنواعها، ورأوا ما عليه المجوس من أخلاق وعقائد، وعرفوا من اليونان فلسفتهم ومنطقهم وعلومهم القديمة واطلعوا على ما عند الهند من حكمة وروحانية.
وتمحض من هذا المزج العجيب عقل عربي مكتمل الجانب يزن الفكرة بميزان الشرع والعقل معا، ويجمع في أحكامه بين المنقول والمعقول.
وفى القرن الثالث والرابع الهجرتين حين بلغت الحضارة الاسلامية مكان الذروة انعكست هذه الجوانب الفكرية في التشريع الاسلامي، فظهرت تلك الروحانيات الخالدة واضحة في علوم الاسلام الدينية والاجتماعية والانسانية.
وكان للتفسير الحظ الأوفر من هذه الجوانب فتعددت مذاهب المفسرين، فمنهم من آثر جانب المنقول فاكتفى في تفسيره بما جاء في الحديث والأثر، كما فعل ابن جرير الطبري إمام المفسرين، والجلال السيوطي في كتابه الدر المنثور في التفسير بالمأثور وكما رواه البخاري في صحيحه، ومنهم من جعل للمنطق والجدل والفلسفة النصيب الأوفر من تفسيره مثل الفخر الرازي.
وكان اهتمام المفسرين بتفسير القرآن والكشف عن إعجازه باعثا قويا في تطوير علوم اللغة العربية نفسها وإن علوم اللغة العربية نفسها وإن علوم اللغة العربية وما تشتمل عليه من متونها ونحوها وصرفها وكذا علوم المعاني والبيان والبديع تعتبر في الحقيقة تمرة من ثمار الكشف عن وجوه إعجاز القرآن الكريم.
تقديم 3
أي أن محاولة الكشف عن الاعجاز كانت هي الباعث على نشأة علوم اللغة العربية، كما كانت هي السبب الرئيسي في تقدم هذه العلوم.
وكما تلونت بعض التفاسير بالمناهج الفكرية، تلونت كذلك بالمناهج اللغوية البحتة، فكانت لبعضها غلبة الدراسات النحوية مثل تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي.
وبرزت في بعضا العناية بوجوه (البلاغة) وفنون البيان وهو القدر الذي نلحظه في تفسير الكشاف للزمخشري ومن نحا نحوه من المفسرين.
ومن المفسرين من آثر الاهتمام بإبراز الأصول الفقهية وما اشتملت عليه من عبادات ومعاملات كالقرطبي وابن عطية، وابن العربي، والجصاص.
وفى عصرنا الحديث اتجه بعض المفسرين اتجاهين على طريق نقيض: اتجاه جعل علماؤه تفسيرهم (دائرة معارف عامة) يجمعون فيه بين المنقول والمعقول، ويؤلفون فيه بين علوم الشريعة، وعلوم الطبيعة، كما فعل الآلوسي في تفسيره - كما إنه كثيرا ما تختلط في هذا النوع من التفاسير الصحيح منها بالسقيم مما يجعل للإسرائيليات مجالا فيها، مما يجعلها بعيدة عن الثقة، فتكون قابلة للطعن والرفض.
أما الاتجاه الثاني فقد راعى فيه أصحابه حاجة أهل العصر إلى فهم القرآن والوقوف على معانيه من أقرب سبيل دون الاسهاب في التأويل معن العناية بالتركيز والايجاز - وأرادوا من ذلك التيسير على القاري العابر حتى لا يضيع وقته وجهده في مطولات لا حاجة له بها - إذ هي بالمتخصصين والدارسين أجدر، فكان من ذلك (المصحف المفسر للعلامة محمد فريد وجدي) و (المصحف المسير لفضيلة الشيخ عبد الجليل عيسى) و (تفسير فضيلة العلامة الشيخ حسنين محمد مخلوف مفتى الديار المصرية الأسبق).
والتفسير الذي نقدمه للقاري الاسلامي في هذا السفر: نموذج رفيع لهذا النوع من التفاسير التي تجمع بين الإفادة والتركيز، وتعطى للقاري معاني الآيات من أقرب طريق وأيسره.
(مميزات هذا التفسير) وهو يمتاز على ما ذكرناه من التفاسير المعاصرة بميزات كثيرة سنعرضها على القاري فيما يأتي:
أما مؤلف هذا التفسير الجليل فهو العلامة السيد عبد الله بن السيد محمد رضا الشبر الحسيني، من فرع الدوحة المحمدية الشريفة، وهو حسيني النسب، وقد أشار إلى نسبه هذا في سند إجازته لراوي مؤلفاته العلامة محمد تقي الكاشي.
وقد تلقى علومه - في أول نشأته - على السيد والده محمد رضا الشبر، كما درس على عالم عصره السيد محسن الأعرجي صاحب المحصول والوسائل ومن أجلاء شيوخه الذين أجازوه الإجازة بمروياتهم ومؤلفاتهم وبالتدريس:
العلامة الشيخ جعفر النجفي صاحب كتاب كشف الغطاء في الفقه الجعفري وهو جد الحبر العلامة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء صاحب المؤلفات العديدة القيمة، ومؤلف كتاب أصل الشيعة وأصولها وكتاب المثل العليا في الاسلام.
كما تتلمذ على العلامة الحسيب السيد على الطباطبائي صاحب الرياض.
ولصاحب هذا التفسير مؤلفات عديدة ضخمة تبلغ السبعين كتابا - ذكرت بالتفصيل في أثناء ترجمة المؤلف من الصفحات التالية.
هذا عدا الكثير من المجلدات المطولة التي يشتمل عليها كل كتاب منها، وقد كانت كل هذه المجلدات من الإفاضة والاسهاب بحيث لو قسمت أجزاؤها على سنى حياته التي لم تتجاوز أربعة وخمسين عاما لكانت تبلغ نحو كراسة عن كل يوم ولذلك لقبه أهل عصره بالمجلسي الثاني.
تقديم 4
ومن أشهر مؤلفاته المطولة:
كتابه مصابيح الظلام في شرح مفاتيح شرائع الاسلام) ومنها - كتابه (جلاء العيون في ترجمة أحوال النبي والأئمة عليهم السلام).
ومن مؤلفاته التي نحا فيها نحو الأئمة من أعلام الشيعة كتابه أعمال السنة. ألفه على نمط (زاد المعاد للعلامة المجلسي الأول) ومن مؤلفاته التي استرعت التفاتي: رسالة في حجية العقل وفى الحسن والقبح العقلين.
ومن عنوان هذا الكتاب - الرسالة - نستخلص امتزاج العلوم العقلية، والعلوم النقلية في منهج هذا الامام المفسر الجليل.
وهو نهج عرف به علماء الشيعة منذ الصدر الأول من الاسلام، وهو عين النهج الذي تلقفه عنهم رؤوس المعتزلة، وزعماء علم الكلام.
وقد أشرت إلى ذلك في كثير من المقدمات العلمية التي صدرت وبها بعض كتب أعلام الشيعة (1) وفيها عقدت الموازنة بين الحياة العقلية عند الشيعة، والحياة العقلية عند المعتزلة - وعللت في ذلك الصلة القديمة بين التشيع والاعتزال منذ الصدر الأول من الاسلام وهو أمر لا يضير الشيعة في شئ بل على العكس من ذلك يضفى على تاريخهم لونا من ألوان النضج الفكري، وينفى عنهم ما يزعمه الخصوم والأعداء من صفات الخرافيين، وسمات الحشويين.
وقد جاء في ترجمة المؤلف، وفى ثبت مؤلفاته أن له تفسيرات ثلاثة للقرآن الكريم، وهى: الكبير، والوسط، والصغير.
وذكر في موضع آخر من قائمة مؤلفاته:
(التفسير الوجيز) وهو مجلد.
ومن هنا نستنبط طول باعه: وسعة اطلاعه، وما بلغه من دقة ودربة وممارسة لهذا الفن الرفيع من علوم الشريعة.
وقد أحسن (السيد مرتضى الرضوي الكشميري) صاحب مكتبة النجاح بالنجف الأشرف بالعراق الشفيق في اختيار نشر وطبع هذا التفسير الجليل لينتفع به العالم الاسلامي - دون غيره من تفاسير العصر الحديث.
وتعني بالعصر الحديث في عرفنا نحن مؤرخي الآداب: الامتداد الزمني الذي يبدأ من مطلع القرن الثالث الهجري - تقريبا - إلى اليوم.
أما وجه هذا الحسن الذي نعنيه، فإنه يدور حول منهج المفسر - العلامة شبر - حيث جمع في تفسيره بيم الدقة في أداء المعنى، والايجاز في إرسال العبارة وتحريرها على غاية الدقة.
ولا زلنا نسمع في مجالس العلم - حتى اليوم - كلام العارفين بفن التفسير حول تفسير الجلالين واعجابهم به حين يذكرون: أنه للمنتهين وليس للمبتدئين، ويعنون بذلك: أن ألفاظ الجلال السيوطي، والجلال المحلى فيما جاءا به من تفسير آيات القرآن الكريم أشبه بالمفاتيح والمصطلحات العلمية التي تقع تحتها معان كثيرة تستغرق في تفصيلها مجلدات ضخمة.
وإذا كنا نؤيدهم في هذا الحكم فإن تفسير (العلامة السيد عبد الله محمد رضا شبر) قياسا على المنهج الذي سلكه: يعتبر للمنتهين وللمبتدئين جميعا.
أما عن كونه للمنتهين، فلانه غاية في التركيز والايجاز والحرص على إيراد مصطلحات علم التفسير.
وأما عن كونه للمبتدئين فلانه جاء في أسلوب سهل ميسر، بجمع بين منهج التبسيط، ومنهج التعليل، ولا يكاد يجد الناشئ والمبتدى مشقة في الوقوف على معنى الآيات لما فيه من الوضوح والبيان وميزة أخرى انفرد بها تفسير هذا الامام، وهى عناية الاستقصاء بالأداء القرآني في وجوهه


(1) انظر مقدمة كتاب عقائد الإمامية بالمطبوع
للمرة الثانية سنة 1381 ه‌ بالقاهرة وطبع ثالثة بدون
تاريخ يحجم كبير بالنجف الأشرف.
تقديم 5

المروية عن السلف والمعروفة عند علماء القراءات.
فلا يكاد يرد أمامه لفظ من ألفاظ القرآن الكريم
حتى يذكره في هامش التفسير مع ما لهم من وجوه
القراءات عند علماء التجويد.
ومن ذلك استطاع (المفسر رحمه الله) أن يجمع في
تفسيره بين قراءة الإمام حفص وقراءات غيره من القراء.
ومبلغ علمي أن (المفسر رحمه الله) بلغ
في هذا المنهج مبلغا لم يدركه فيه العلامة النسفي - على
الرغم من أنه من المفسرين الذين عنوا بإبراز وجوه
القراءات والمتخصصين في هذا العلم من التفسير.
وفى ديباجة مقدمة (هذا التفسير) أشار المؤلف
إلى كرامة بيت النبوة وأصالة معدنهم في المعارف
الأخروية والدنيوية، وأنه استقى من نورهم جواهر
تفسيره.
وحين نتصفح هذا التفسير نلحظ بعين الفاحص
المدقق أن - المفسر رحمه الله) وفى بما وعد، وأسند
جواهر تفسيره وجيد آرائه إلى معينه الأصلي من علوم
الأئمة الاثني عشر.
ولا سيما الامام الأولى - علي بن أبي طالب رضي الله عنه
والامام الخامس - أبى عبد الله جعفر
الصادق - صاحب المذهب الجعفري وحامل لواء
فقه آل البيت عليهم السلام.
والعالم بهذا الفن يدرك لأول وهلة دقة (المفسر)
وإمساكه بخطام هذه الصناعة وجمعه لأدوات المفسر.
وتوازن ذلك بما جاء في (تفسير الجلالين) تقف
بنفسك على قدرات (المفسر) ولا سيما في الأصول
اللغوية حين يرد لفظ الجلالة الله إلى أصله اللغوي
وحين يفرق - في حصافة منقطعة النظير - بين معنى
اسمه تعالى الرحمن واسمه تعالى الرحيم.
وحين لا يكتفى بالفروق اللغوية فيزيدك إيضاحا
بما حفظه من نصوص وأدعية مرفوعة إلى أهل البيت
النبوي.
وهو في ذلك كله سهل الجانب معتدل العبارة
يسوقها في حماس العالم، وليس في ثورة المتعصب.
كما لا ينسى وهو يفسر أن يشرح الآية بآيات
أخرى، وأن يذكر سبب النزول كلما دعا الامر إلى
ذلك وكان عونا له على توضيح المعنى المطلوب من الآية
وهكذا نلحظ هذا الصنيع في سائر عبارات هذا
التفسير الجليل.
وقد اعتدنا نحن معاشر المؤلفين أن نعرف عن
الناشرين - من حيث عملهم الأساسي في صناعة النشر
الدقة في إخراج الكتب التي ينشرونها في صورة أنيفة
تليق بحلال التأليف وشخصية المؤلف.
ولكنني لاحظت في هذا التفسير أن السيد مرتضى
الرضوي الكشميري لم يكتف بواجبه كناشر، كما لم
يكتف بإبراز (هذا التفسير) في الصورة اللائقة به فحسب
وإنما تحظى ذلك ووقف من هذا (السفر الجليل)
موقف الناشر العالم العارف بقيمة ما ينشره، وهو
الموقف الذي يؤهله مستقبلا ليكون قدوة لغيره من
الناشر بن المعنيين بالمكتبة العربية في العالم العربي كله
فقد أضاف - مشكورا - إلى هذه الطبعة، وهى
الطبعة الثانية، إضافات لم تكن موجودة في الطبعة
الأولى، بما زاد من رونق هذا التفسير الجليل وقيمته.
وأولى هذه الفضائل الفنية والأيادي البيضاء التي
أسداها إلى (هذا التفسير) نشره له مصحوبا بالرسم
القرآني للمصحف بوضع الصحفة القرآنية في صدر كل
صفحة منه مزينة بالتفسير، مما يمكن الباحث
والقاري من العثور على ما يرجوه من التفسير وموضع
كل آية ورقمها من السورة المفسرة، فجمع بذلك
للقاري بين المصحف والتفسير في صفحة واحدة.
كما ذيل التفسير: بمعجم مفهرس لجميع ألفاظ
القران الكريم - يعد هذا المعجم غاية في الدقة
وحسن التقسيم والتبويب، وهذه مزية لم تكن
موجودة في الطبعة الأولى، ولا في طبعات غيره من
التفاسير القديمة والحديثة.
وهناك حسنة ثالثة - أربت على ذلك كله -
تقديم 6

وسوف أذكرها للناشر بالحمد والشكر دائما - كما سيذكرها
الباحثون بالثناء الجميل دائما: ذلك أنه صدر التفسير
بافتتاحه (بمقدمة تفسير آلاء الرحمن للامام المجاهد
الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي) فقد أماط فيها
اللثام عن معجزات الأنبياء في أممهم القديمة، وكيف
كانت هذه المعجزات مما يناسب هؤلاء الأمم ويساير
ثقافاتهم، وأن القرآن هو أعظم هذه المعجزات،
وقد جاء مناسبا لطبيعة العرب، لأنهم كانوا من أهل
البلاغة وللسن والحذق في صناعة الأدب - إلى غير ذلك
مما يستدل به الباحثون على دلائل الاعجاز في القرآن الحكيم
ويشهد للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بصدق النبوة والرسالة وأنه خاتم
الأنبياء وسيد المرسلين إلى سائر العالمين من أولى العزم.
وهذا ما يصدق عليه قول الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم في محكم أحاديثه ما بنى الا وأعطى ما مثله
آمن به البشر الا انا فقد أعطيت هذا القرآن،
وأرجو أن أكون به أكثرهم تابعا (1)
وفى هذه المناسبة يسرني أن أنوه بمجهود (فضيلة
الشيخ حسن زيدان طلبة) بإشرافه على تصحيح الطباعة
وضبطها حيث شارك مشاركة فعالة محمودة بمقابلة نص
هذا التفسير بالنسخة القديمة منه التي طبعت للمرة الأولى
في طهران بمطبعة المجلس الملي طبعت للمرة الأولى
في طهران بمطبعة المجلس الملي في سنة 1352 ه‌
ألف وثلاثمائة واثنتين وخمسين من الهجرة النبوية
أما الطبعة الأولى فقد طبعت عن نسخة خطية نقلها
ناسخها محمد شفيع الحسيني في عام 1247 ه‌ ألف
ومائتين وسبع وأربعين هجرية، أي بعد وفاة المؤلف
بأربعة أعوام وذلك من نسخة كتبت بخط المؤلف في عام
1239 ه‌ ألف ومائتين وتسع وثلاثين من الهجرة النبوية
وقد جاء في النسخة الخطية التي كتبها المؤلف بخطه
في عام 1239 ه‌ وورد ذكرها في ختام الطبعة الأولى
المذكورة من هذا التفسير في الصفحة الأخيرة منه
(صفحة 1239) ما نصه:
تم والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله في
عشية الثلاثاء رابع جمادى الأولى سنة (1239 ه‌) تسع
وثلاثين ومائتين بعد الألف على يد مؤلفه المذنب
الجاني، والأسير الفاني، عبد الله بن محمد رضا الحسيني
(وشهرته: الشيخ عبد الله بن محمد شبر) غفر الله لهما
حامدا، مصليا، مستغفرا.
ومن نسخة المؤلف - السالفة الذكر - قام
الناسخ محمد شفيع الحسيني بتحرير نسخته الخطية
المذكورة آنفا في عام 1247 ه‌ وهى النسخة التي
طمعت عنها الطبعة الأولى من هذا التفسير المرقوم بين
يدي القاري في طبعته الثانية هذه - وقد جاء في
آخرها ما نصه من عبارة الناسخ المذكور:
وافق الفراغ من استنساخه رابع عشر شهر
جمادى الأولى سنة (1247 ه‌) سبع وأربعين
ومائتين بعد الألف على يد أقل العباد عملا وأكثرهم
زللا، تراب أقدام المؤمنين، داعى علماء الدين أقل
الخليفة بل لا شئ في الحقيقة المذنب الآثم الغريق في
بحار الجرائم الراجي بالله في غفران الصغائر والكبائر
محمد شفيع الحسيني الطالقاني أوراذاني غفر الله له
ولوالديه ورضى عنهما وأرضاهما والحمد لله أولا وآخرا
وظاهرا وباطنا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وسلم تسليما كثيرا.
ويسرني أن أنوه في ختام هذا التعريف أن الناشر
وقد عهد بتحقيق هذا التفسير إلى المتخصصين في خدمة
التراث الاسلامي - قد أسدى إلى هذا التفسير الجليل
خدمات علمية جليلة يسرت على قرائه سبيل الجمع بين
التفسير المصحف العثماني وبعض ما يتصل بهما من علوم
القرآن الكريم.
دكتور حامد حفني داود
تحريرا في 25 من رجب سنة 1385 ه‌
الموافق 19 من نوفمبر سنة 1965 م



(1) أخرجه البخاري في صحيحه بلفظ آخر من
حديث ابي هريرة في كتاب الاعتصام بالكتاب
والسنة بالجزء 9 ص 113 من طبعة السلطان عبد الحميد.
تقديم 7



اسم الکتاب : تفسير شبّر المؤلف : شبّر، السيد عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 0
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست