responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فقه القرآن المؤلف : الراوندي، قطب الدين    الجزء : 2  صفحة : 30

ثم فسر الآية فقال « جنتان » أي هي جنتان من عن يمين الوادي وشماله. ثم قال « كلوا من رزق ربكم » المراد به الإباحة وإن كان لفظه لفظ الامر « بلدة طيبة » ليس فيها سبخة ، فأعرضوا عن ذلك فلم يشكروا الله ، فجازاهم تعالى على ذلك بأن سلبهم نعمة كانت بها ، وأرسل عليهم سيل العرم ، وقد كانت تجتمع مياه وسيول في هذا الوادي وسدوه بالحجارة والقاربين الجبلين فجعلوا له أبوابا يأخذون الماء منه بمقدار الحاجة ما شاؤوا ، فلما تركوا أمر الله بعث عليهم جرذا فنقبته فأغرق عليهم جنتهم وأفسد أرضهم.

ثم قال « وبدلناهم بجنتيهم جنتين » وانما سماهما بعد ذلك أيضا جنتين ازدواجا للكلام « ذواتي أكل خمط » فالاكل جناء الثمر الذي يؤكل ، والخمط شجر له ثمر مر.

ثم « ذلك جزاؤهم بما كفروا ». ثم من الله تعالى عليهم بما يذكر بعد فظهر فيما بينهم المحاسدة فكان كما قال « فجعلناهم أحاديث » أي أهلكناهم وألهمنا الناس أحاديثهم ليعتبروا بها.

(باب المكاسب المباحة)

قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ان قوما من الصحابة لما نزل « ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب » [١] أغلقوا الأبواب وأقبلوا على العبادة وقالوا قد كفينا ، فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأرسل إليهم فقال : ما حملكم على ما صنعتم؟ فقالوا : يا رسول الله تكفل الله لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة. فقال عليه‌السلام : انه من فعل ذلك لم يستجب الله له ، عليكم بالطلب [٢]


[١] سورة الطلاق : ٣.

[٢] من لا يحضره الفقيه ٣ / ١٩٢.

اسم الکتاب : فقه القرآن المؤلف : الراوندي، قطب الدين    الجزء : 2  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست