قال الله تعالى( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء
في
المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن )[١].
وسبب نزول هذه
الآية انهم كانوا في الجاهلية يجتنبون مؤاكلة الحائض
ومشاربتها حتى كانوا لا يجالسونها في بيت واحد ، فسألوا رسول الله صلى الله عليه
وآله عن ذلك واستعلموا ذلك أو أجب هو أم لا؟ فنزلت الآية [٢].
وقيل : كانوا
يستجيزون اتيان النساء في أدبارهن أيام الحيض ، فلما سألوا عنه
بين تحريمه [٣]. والأول أقوى.
وقالوا : ان في
هذه الآية خمسة عشر حكما [٤] ، وزاد بعضهم.
والمحيض والحيض
مصدر حاضت المرأة. والمحيض في الآية تصلح للمصدر
والزمان ، فتقدير المصدر يسألونك عن حيض المرأة ما حكمه من المجامعة وغيرها
وتقدير الزمان يسألونك عن حال المرأة وقت الحيض ما حكمها في مجامعة الرجل
[٤] وهي هذه :
يسألونك عن المحيض الآية يدل على وجوب السؤال عن الشرعيات ،
ب قل لأنه يدل على وجوب البيان ، ج هو أذى ، د
فاعتزلوا النساء في المحيض أي في الفرج ،
ه تحليل ما دون الفرج لئلا يضيع القيد ، وتحليل
مجالستها ، ز تحليل مؤكلتها ، ح تحليل
مشاربتها وهي كلها مفهومة من قوله في المحيض. ط
انتهاء تحريم القرب عند التطهير بقوله
فلا تقربوهن حتى يطهرن ، ى وجوب التطهير بقوله
يطهرن ، يا فإذا تطهرن فأتوهن فإنه إباحة
للاتيان عند الطهارة ، يب وجوب الاتيان على
الوجه المأمور به ، يج دلالة امركم الله على
تقدم الاعلام منه تعالى حكم المأتى ، يد ان
الله يحب التوابين ، يه يجب المتطهرين. فهذا
هو الذي أدركه الفهم والله أعلم بمراده ( هـ ج
).