کثيراً ما نجد العلماء لا سيما علماء الادب يستعينون
على تعريف الشيء بذکر احد أفراده ومصاديقه مثالاً له [٢]. وهذا ما نسميه (التعريف بالمثال) وهو أقرب الى عقول المبتدئين
في فهم الاشياء وتمييزها.
ومن نوع التعريف بالمثال (الطريقة الاستقرائية)
المعريفة في هذا العصر التي يدعو لها علماء التربية
، لتفهيم الناشئة وترسيخ القواعد والمعاني الکلية في افکارهم.
وهي : ان يکثر المؤلف أو المدرس قبل بيان التعريف أو
القاعدة. وبعدئذ تعطي له النتيجة بعبارة واضحة ليطابق بين ما يستنبط هو وبين ما يعطي
له بالاخير من نتيجة [٣].
والتعريف بالمثال ليس قسماً خامساً للتعريف [٤] بل هو من التعريف بالخاصة
، لان المثال مما يختص بذلک المفهوم ، فيرجع الى (الرسم
لا يخفى عليك : أن الطريقة الاستقرائية وإن كانت تستعمل
في بيان القواعد أيضا ، إلا أنها عندئذ ليست من نوع التعريف ، بل إنما هي الاستقراء
الذي هو نوع من الحجة.
[٣] فظهر أن الطريقة الاستقرائية تفارق التعريف
بالمثال من وجهين :
١ ـ كثرة المثال فيها دونه.
٢ ـ تعقبها بالتعريف المتعارف دونه ، فللطريقة الاستقرائية
في الحقيقة تعريفان : تعريف بالمثال ، وتعريف آخر بغيره.
[٤] ومنه الطريقة الاستقرائية ، لأنها أخص
منه مطلقا.
اسم الکتاب : المنطق - ط جماعة المدرسين المؤلف : المظفر، الشيخ محمد رضا الجزء : 1 صفحة : 121