اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : ابن ابي الحديد الجزء : 7 صفحة : 305
و هي أن تقتحموا و تلحجوا و لا تهنوا فإنكم متى فعلتم ذلك نجوتم و متى تلومتم و تثبطتم و أحجمتم هلكتم و من هذا المعنى قول الشاعر
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد # لنفسي حياة مثل أن أتقدما [1] .
و قال قطري بن الفجاءة
لا يركنن أحد إلى الإحجام # يوم الوغى متخوفا لحمام [2]
فلقد أراني للرماح دريئة # من عن يميني تارة و أمامي
حتى خضبت بما تحدر من دمي # أكناف سرجي أو عنان لجامي
ثم انصرفت و قد أصبت و لم أصب # جذع البصيرة قارح الإقدام [3] .
و كتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد و اعلم أن عليك عيونا من الله ترعاك و تراك فإذا لقيت العدو فاحرص على الموت توهب لك الحياة و لا تغسل الشهداء من دمائهم فإن دم الشهيد نور له يوم القيامة و قال أبو الطيب
يقتل العاجز الجبان و قد يعجز # عن قطع بخنق المولود [4]
و يوقى الفتى المخش و قد خوض في # ماء لبة الصنديد [5] .
[1] للحصين بن الحمام المرى، ديوان الحماسة-بشرح التبريزى 1: 192.
[3] قال التبريزى في شرح البيت: «يقول: أنا جذع البصيرة، أي استبصارى و يقينى لا يحتاجان إلى تهذيب و لا تأديب؛ كما لا يحتاج الجذع إلى الرياضة، و إقدامى قارح، أي قد بلغ النهاية، كما أن القروح نهاية سن الفرس و لا سن بعده» .
[4] ديوانه 1: 322، البخنق: ما يجعل على رأس الصبى، و تلبسه المرأة عند ادهان رأسها.
[5] المخش: الرجل الجرىء على الليل و الصنديد: السيّد الكريم. و خوّض: أكثر الخوض.
اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : ابن ابي الحديد الجزء : 7 صفحة : 305