responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : ابن ابي الحديد    الجزء : 7  صفحة : 248

و الزهيد القليل (1) - و العتيد الحاضر و السير سير المسافر (2) - .

ثم أمرهم بأن يجعلوا الفرائض الواجبة عليهم من جملة مطلوباتهم و أن يسألوا الله من الإعانة و التوفيق على القيام بحقوقه الواجبة كما سألهم أي كما ألزمهم و افترض عليهم‌ فسمى ذلك سؤالا لأجل المقابلة بين اللفظين كما قال سبحانه‌ وَ جَزََاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهََا [1] و كما 14- قال 14النبي ص فإن الله لا يمل حتى تملوا. و كما قال الشاعر

ألا لا يجهلن أحد علينا # فنجهل فوق جهل الجاهلينا (3) - [2] .

ثم أمرهم أن يسمعوا أنفسهم دعوة الموت قبل‌ أن يحضر الموت‌ فيحل بهم (4) - و مثل قوله‌ تبكي قلوبهم و إن ضحكوا قول الشاعر و إن لم يكن هذا المقصد بعينه قصد

كم فاقة مستورة بمروءة # و ضرورة قد غطيت بتجمل

و من ابتسام تحته قلب شج # قد خامرته لوعة ما تنجلي (5) -.

و المقت‌ البغض و اغتبطوا فرحوا (6) - .

و قوله‌ أملك بكم مثل أولى بكم (7) - و قوله‌ و العاجلة أذهب بكم من الآجلة أي ذهبت العاجلة بكم و استولت عليكم أكثر مما ذهبت بكم الآخرة و استولت عليكم (8) - .

ثم ذكر أن الناس كلهم مخلوقون على فطرة واحدة و هي دين الله‌ و توحيده و إنما اختلفوا و تفرقوا باعتبار أمر خارجي عن ذلك و هو خبث سرائرهم و سوء ضمائرهم‌ فصاروا إلى حال لا يتوازرون‌ أي لا يتعاونون و الأصل الهمز آزرته ثم تقلب الهمزة واوا و أصل قوله‌ فلا توازرون فلا تتوازرون فحذفت إحدى التاءين كقوله تعالى‌ مََا لَكُمْ لاََ تَنََاصَرُونَ [3] أي لا تتناصرون و التبادل‌ أن يجود بعضهم على بعض بماله و يبذله له .

(9) -


[1] سورة الشورى 40.

[2] لعمرو بن كلثوم، من المعلقات بشرح التبريزى 238.

[3] سورة الصافّات 25.

اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : ابن ابي الحديد    الجزء : 7  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست