اسم الکتاب : شرح نهج البلاغة المؤلف : ابن ابي الحديد الجزء : 13 صفحة : 258
مقهورين لا حراك بهم و أذلاء لا عز لهم و فقراء لا مال عندهم و مستخفين لا يمكنهم إظهار دعوتهم لفرقا واضحا و لقد كانوا في حال أحوجت لوطا و هو نبي إلى أن قال لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلىََ رُكْنٍ شَدِيدٍ[1] و 14- قال 14النبي ص عجبت من أخي لوط كيف قال أَوْ آوِي إِلىََ رُكْنٍ شَدِيدٍ و هو يأوي إلى الله تعالى. ثم لم يكن ذلك يوما و لا يومين و لا شهرا و لا شهرين و لا عاما و لا عامين و لكن السنين بعد السنين و كان أغلظ القوم و أشدهم محنة بعد 14رسول الله ص أبو بكر لأنه أقام بمكة ما أقام 14رسول الله ص ثلاث عشرة سنة و هو أوسط ما قالوا في مقام 14النبي ص [2] .
قال شيخنا أبو جعفر رحمه الله ما نرى الجاحظ احتج لكون أبي بكر أغلظهم و أشدهم محنة إلا بقوله لأنه أقام بمكة مدة مقام 14الرسول ص بها و هذه الحجة لا تخص أبا بكر وحده لأن 1عليا ع أقام معه هذه المدة و كذلك طلحة و زيد و عبد الرحمن و بلال و خباب و غيرهم و قد كان الواجب عليه أن يخص أبا بكر وحده بحجة تدل على أنه كان أغلظ الجماعة و أشدهم محنة بعد 14رسول الله ص فالاحتجاج في نفسه فاسد .
ثم يقال له ما بالك أهملت أمر مبيت 1علي ع على الفراش بمكة هل نسيته أم تناسيته فإنها المحنة العظيمة و الفضيلة الشريفة التي متى امتحنها الناظر و أجال فكره فيها رأى تحتها فضائل متفرقة و مناقب متغايرة و ذلك 14,1- أنه لما استقر الخبر عند المشركين أن 14رسول الله ص مجمع على الخروج من بينهم للهجرة