responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهاج الصالحين المؤلف : الفياض، الشيخ محمد إسحاق    الجزء : 1  صفحة : 372

فإنّه ما دام يزاول هذه المهنة و العمل فوظيفته التمام، سواء اتّخذ وطنا له على وجه الكرة أم لا. نعم، إذا تجوّل الإنسان في انحاء العالم بمجرّد الترفه و التنزّه و زيارة البلدان و معالمها الطبيعية و مناظرها و آثارها القديمة و متاحفها فإنّه يقصر في صلاته، لأنّ سفره هذا سفر اعتياديّ و لا ينطبق عليه شي‌ء من المعايير المتقدمة. نعم، من يتّخذ ذلك مهنة و حرفة له يتم، و أمّا من أعرض عن وطنه و لكنّه لم يتّخذ وطنا آخر له، على أساس أنّه لا يستطيع أن يتحكّم في ظروف عمله كالموظّف، فإنّه يسكن في بلد من أجل شغله و عمله فيه إلى مدّة سنة أو أقلّ ثمّ ينتقل منه إلى بلد آخر، على أساس أنّ شغله يتطلّب ذلك و هكذا فهل عليه أن يتمّ أو يقصر؟

و الجواب: أنّه يتمّ في صلاته من جهة أنّ شغله في السفر.

السابع: أن يصل إلى حدّ الترخّص،

و هو المكان الّذي يتوارى فيه المسافر عن عيون أهل البيوت الكائنة في منتهى البلدان، و علامة ذلك أنّه لا يرى أهل بلده، مثلا إذا وقف شخص في آخر بيوت البلد و كان يرى المسافر يبتعد عنه إلى أن حجبت عنه رؤيته بحيث لا هو يرى المسافر و لا المسافر يراه فيتوارى كلّ منهما عن الآخر، فحينئذ يجب عليه القصر سواء غابت عن عين المسافر عمارات البلد و بناءاته أيضا أم لا، و هذا معيار ثابت و لا يزيد و لا ينقص، فإذا فرض أنّ الأرض منبسطة و الجوّ صاف و هادئ و الرؤية متمثّلة في رؤية أدنى فرد من الإنسان الاعتياديّ و أقلّه، كان حجب المسافر عن نظره كاشفا عن أنّه حدّ الترخّص واقعا، إذ لا يحتمل أن يختلف حدّ الترخّص باختلاف أفراد الإنسان المسافر من حيث قوّة رؤيته و ضعفها كما أنّه لا يختلف باختلاف قوّة سامعة المسافر و ضعفها، فإنّ المناط إنّما هو بعدم سماع أدنى فرد الإنسان الاعتياديّ، و على هذا فإذا توارى المسافر عن نظر الواقف في آخر عمارة البلد

اسم الکتاب : منهاج الصالحين المؤلف : الفياض، الشيخ محمد إسحاق    الجزء : 1  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست