القسم الأوّل: ما يشمل مناقب النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و معجزاته و سننه و صفاته و شمائله، و كثير ما تدخل مناقب أهل البيت عليهم السّلام في هذا القسم أيضا.
القسم الثاني: ما يشمل مناقب أهل البيت خاصة عليهم السّلام و قرابة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عامة.
القسم الثالث: ما يشمل مناقب الصحابة و التابعين عامة.
و ثمّة فوارق بيّنة بين القسم الثاني و الثالث، و هي كثيرة، نقتصر على ذكر بعضها فيما يلي: -
أوّلا-امتازت مناقب أهل البيت عليهم السّلام-و بالأخص الإمام علي عليه السّلام-عن سواها أنّها شكّلت مادّة ثرية انبرى لها الأعلام و احتشدوا من أجل تدوينها في كتب ضخمة تستوقف المتتبع و غيره، بخلاف غيرهم، فقد يترصّد لمناقبهم المتتبع و يتلقفها من صدور الرواة أو يتصيدها من بطون الكتب من هنا و هناك.
و كان هذا الكم الهائل-بنفسه-الذي تشهد له مجلدات الكتب المخطوطة و المطبوعة، بحيث أصبح بديهيا لا ينكره إلاّ مكابر، مبرّزا عن سواه في لفتتين:
الأولى: إنّها عبارة عن مفردات و نجوم و أوسمة منحها القرآن أو الرسول الكريم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أو كبير من أكابر الصحابة أو عظيم من عظماء التاريخ أو ما شاكل بحيث تكون المنقبة أو الشهادة متكثرة بتكثر المفردات و متعددة بتعدد الوقائع و المواقف، حتّى لكأنّ المفردة أو الموقف «شأن نزول» لذلك الوسام، و بكلمة تعدّ المناقب مفردات.
الثانية: كثرة الشهادات و الأوسمة القرآنية و النبوية و غيرها بدون وجود «شأن نزول» إن صحّ التعبير، أو تكررها لتأكيد الموقف السابق، بمعنى أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يبادر ابتداء في أحيان كثيرة للاعراب عن فضيلة من فضائلهم أو يتحيّن الفرص مهما كانت لإبداء عظيم مكانتهم و جليل قدرهم و علوّ شرفهم.
فيما تنحصر أو تكاد مناقب غيرهم في اللفتة الأولى فقط.
قال ابن حجر: و هي-أي مناقب الإمام علي عليه السّلام-كثيرة عظيمة شهيرة حتّى قال