اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 333
آل رسول اللّٰه (ص) في الكتابة في كتبهم في لصلاة. و سبب عدم ذكرها إنّ الأمويّة شدّدت في ذكر الآل كما هو مشهور من قتلهم و تشريدهم في البلاد، حتى انّ الحجّاج منع من التحديث عن عليّ كرّم اللّٰه وجهه، حتى كان الحسن البصريّ جماعة من التابعين إذا رووا حديثا و كانوا في الجوامع لم يقدروا أن يصرّحوا بذكر عليّ خوفا من سيف الحجّاج، فكانوا يقولون: و عن أبي زينب عن النبيّ (ص) فجرى الناس على ذلك من عدم ذكر الآل، و الآن بحمد اللّٰه زال المانع و ذلك الزمن المخوف، و الآن كتب الهند و بعض الكتب المصريّة الحديثة و أمثالها الذين أهلها متنوّرون، صاروا يذكرون الآل في الصلاة بعد ذكر النبيّ فيجعلونها من جملة الصلاة، و الصلاة على النبيّ التي لا يذكر فيها تسمّى الصلاة البتراء المنهيّ عنها كما في الحديث: «لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء» قيل: يا رسول اللّٰه، و ما الصلاة البتراء؟
قال: «أن تصلّوا عليّ و لا تصلّوا على آلي».
و أخرج الدار قطنيّ و البيهقيّ في حديث: «من صلّى عليّ و لم يصلّ على أهل بيتي لم تقبل منه» و أخرج مسلم و غيره .. [1].
هذا و لو سلّمنا جدلا بأنّ الإمام زيد بن عليّ كان قد توضّأ و غسل رجليه- مع انّا قد أوضحنا عدم وقوع ذلك- فهو لا يدلّ على مشروعيّة ذلك الفعل و كونه سنّة رسول اللّٰه، إذ انّ الإمام زيدا كان موقفه موقف الإمام العادل الذي يجب عليه التحلّي بجميع فضائل الإمام العادل المجاهد ضدّ أئمّة الجور، و أن يحذر كلّ الحذر من أشغال أصحابه في الجزئيّات و الفروع، خوفا من وقوع الخلاف بينهم، و قد التفّ بالفعل حوله أغلب الفرق الإسلاميّة، حتّى المرجئة و الخوارج،