اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 231
إلى زياد بن أبيه: أمّا بعد ..، فخاف مرّة أن يذهب بالكتاب، فأتى عائشة، فكتبت له: من عائشة أمّ المؤمنين، إلى زياد بن أبي سفيان، فلمّا جاء بالكتاب، قال له: إذا كان غدا فجئني بكتابك.
فجمع الناس، فقال: يا غلام اقرأه، فقرأه: من عائشة أمّ المؤمنين إلى زياد بن أبي سفيان، قال: فقضى له حاجته [1]! و في معجم البلدان، مادة (نهر مرّة): ثمّ أقطعه مائة جريب على نهر الأبلّة و أمر أن يحفر لها نهر فنسب إليه [2].
فإن كان مقياس معارضيه هو الدين. فهل كانت سياسة معاوية تخالف الدين يا ترى؟! نقف عند هذا الحدّ من التساؤل، و نعود إلى السؤال الأوّل، لنتعرّف على السرّ في اعتبار هؤلاء الثلاثة- ابن عمر، عائشة، أبو هريرة- هم أثافي الشريعة، و لا ينبغي أن يؤخذ الفقه إلّا منهم.
الأمويّون و تقريبهم للأعلام الثلاثة
المعروف عن السياسة الأمويّة كونها قائمة على بغض عليّ، و أنّ القاسم المشترك بين هؤلاء الثلاثة و الحكومة هو ذلك البغض القابع في نفوسهم، و قد ثبت بأنّ ابن عمر تخلّف عن بيعة عليّ بخلاف بقيّة أصحاب رسول اللّٰه (ص)- من غير أهل الشام-، لكنّه قد بايع معاوية و ولده يزيد، و مروان بن الحكم، و الحجّاج.
و قد عرفنا أيضا أنّ الحجّاج قد مدّ برجله لابن عمر ليبايعه بها. نعم، فقد كانت مبايعة عليّ على قلبه ثقيلة إلى أبعد حدّ! فقد روى: (كنّا لا نعدل)، مع طرحه لقاعدة (مع من غلب) [1]. و غيرها من
[1] تعني هذه القاعدة انّ الإمامة تثبت بالقهر و الغلبة و لا تفتقر إلى العقد، و روى عبدوس بن مالك العطّار: (و من غلب عليهم بالسيف حتّى صار خليفة و سمّي أمير المؤمنين فلا يحلّ