اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 177
العهد الأمويّ (40- 132 ه)
تمهيد
المعروف عن بني أميّة تبنيهم لقضيّة عثمان، و المطالبة بدمه، و نشر فضائله، و الوقوف أمام مخالفيه و الحطّ منهم، و من ثمّ الالتزام بفقهه و نشر آرائه، رغم مخالفة بعضها لصريح القرآن المجيد و السنّة النبويّة، فهم يذيعون في الناس رأي الخليفة الأمويّ المظلوم و ما سنّة و لزوم الانتصار و الاهتمام بأفكاره و إشاعة رؤاه، فنرى بعض الأحكام الشرعيّة- التي صدرت في عهد عثمان- تأخذ طابعا حكوميّا و سياسيّا في هذا العهد، و إليك بعضها، و ستقف على المزيد منها أيضا في أواخر هذا القسم.
الأمويّون و تبنيهم لرأي عثمان
1- الصلاة بمنى:
أخرج أحمد بسنده إلى عباد بن عبد اللّٰه بن الزبير عن أبيه أنّه قال: لمّا قدم علينا معاوية حاجّا، قدمنا معه مكّة، قال: فصلّى بنا الظهر ركعتين ثمّ انصرف إلى دار الندوة، قال [الراوي]: و كان عثمان حين أتمّ الصلاة إذا قدم مكّة صلّى بها الظهر و العصر و العشاء الآخرة أربعا أربعا، فإذا خرج إلى منى و عرفات قصّر الصلاة، فإذا فرغ من الحجّ و أقام بمنى أتمّ الصلاة حتّى يخرج من مكّة.
فلمّا صلّى [معاوية] بنا الظهر ركعتين، نهض إليه مروان بن الحكم و عمرو بن عثمان فقالا له: ما عاب أحد ابن عمّك بأقبح ما عبته به.
اسم الکتاب : وضوء النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 177