لا ينسبوا الى اللّه القبائح فسلبوا عنه
القدرة. [1] و منها القول بتفويض التكاليف إلى النبي بمعنى انّه لا يحتاج في
التشريع الى الوحي لأنّ اللّه تعالى جعل أمر التشريع بيده و فوّضه اليه فكلّما
جعله فهو حكم يجب اتّباعه و لا يجوز التخلف عنه.
و منها القول بتفويضها الى علىّ عليه السلام أو اليه و الى الأئمة
المعصومين كلّ في زمانه، فهم غير محتاجين بعد ذلك الى اللّه في التكاليف و
الأحكام، الى غير ذلك من المقالات الفاسدة و المذاهب الباطلة.
و كلّ هذه الأقسام أيضا باطل مخالف للشّرع لأنّ الأئمة عليهم السلام
لا يقولون الّا ما قاله النبي الأعظم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو لا يقول
الّا ما امره اللّه تعالى به قال اللّه تعالى
وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى[1] و امّا قوله تعالى ما آتاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا[2]
فليس المراد منه مجيء الرسول بشيء من عند نفسه و بدون أخذه من اللّه بل المراد
منه وجوب أخذ ما جاء به الرسول المعلوم انّه من اللّه سبحانه فكلّ ما جاء و اتى به
النبي و الأئمّة من عترته صلوات اللّه عليهم أجمعين فهو مأخوذ من اللّه و ان لم
يذكر في القرآن تفصيلا.
و على الجملة فالنّبي واسطة في الرسالة لا جاعل الأحكام و التكاليف و
مقنّن للقوانين.
______________________________
[1]. أقول: لم أعثر على رواية بهذا اللفظ نعم روى في الوسائل ج 18
ص 558 عن الصادق: الناس في القدر على ثلاثة أوجه رجل يزعم انّ اللّه تعالى اجبر
الناس على المعاصي فهذا قد ظلم اللّه في حكمه فهو كافر و رجل يزعم انّ الأمر مفوّض
إليهم فهذا قد أوهن اللّه في سلطانه فهو كافر.
[1]. سورة النجم الآية 3 و 4 و قوله تعالى قُلْ
ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَ ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَ لا بِكُمْ
إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ سورة الأحقاف الآية 9.