responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مسألة في الإرادة المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 15
القول في الحب والبغض وهاتان الصفتان إنما يوصف الله تعالى بها مجازا، لان المحبة في الحقيقة ارتياح النفس إلى المحبوب، والبغض ضد ذلك من الانزعاع والنفور الذي لا يجوز على التقديم، فإذا قلنا إن الله عزوجل يحب المؤمن ويبغض الكافر فإنما نريد بذلك أنه ينعم على المؤمن ويعذب الكافر، وإذا قلنا إنه يحب من عباده الطاعة، ويبغض منهم المعصية جرى ذلك مجرى الامر والنهي أيضا على المعنى الذي قدمنا في الغضب والرضا. القول في سميع وبصير اعلم أن السميع في الحقيقة هو مدرك الاصوات بحاسة سمعه، والبصير هو مدرك المبمرات بحاسة بصره، وهاتان صفتان لا يقال حقيقتهما في الله تعالى، لانه يدرك جميع المدركات بغير حواس ولا آلات، فقولنا: إنه اعلم أن السميع في الحقيقة هو مدرك الاصوات بحاسة سمعه، والبصير هو مدرك المبمرات بحاسة بصره، وهاتان صفتان لا يقال حقيقتهما في الله تعالى، لانه يدرك جميع المدركات بغير حواس ولا آلات، فقولنا: إنه سميع إنما معناه لا تخفي عليه المسموعات، وقوالنا: بصير معناه أنه لا يغيب عنه شئ من المبصرات، وأنه يعلم هذه الاشياء على حقائقها بنفسه لا بسمع وبصر، ولا بمعان زائدة على معنى العلم: وقد جاءت الآثار عن الائمة عليهم السلام بما يؤكد ما ذكرناه. قال شيخنا المفيد رضوان الله عليه: " أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن محمد بن يعقوب الكليني عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى عن حماد عن حريز عن محمد بن سالم الثقفي، قال: قلت لابي جعفر الباقر عليه السلام: إن


اسم الکتاب : مسألة في الإرادة المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست