responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجموعة الرسائل المؤلف : الصافي، الشيخ لطف الله    الجزء : 1  صفحة : 390
إلى الشرك أو الإلحاد، نقرأ القرآن، ونردد في مفتتح كل سورة (بسم الله الرحمن الرحيم)، إلا أن منا من يردد ويهتف في افتتاحية مقاله وفي الكتابات الرسمية وغيرها باسم سمو الأمير، أو فخامة الرئيس، أو جلالة الملك والسلطان، غير آبهين بما أمرنا الله تعالى بالأخذ به، وجعله شعارا لهذه الأمة، أمة التوحيد، من الإبتداء باسمه المجيد. الله أكبر ! ما أبعدنا عن مفاهيم الإسلام وتعاليمه ! ما الباعث لنا ياترى على قبول الذل والصغار تجاه عبد ذليل مثلنا، مع أننا نسمع قول الله سبحانه ونردده (ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله) [1]، نؤمن لرسالة رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)، لكننا مع ذلك لا نتبع ما جاء به من عند الله ولانتأسى به، ثم نأخذ بمبادئ أعدائنا، فإذا لم يكن ذلك من النفاق، فما معنى النفاق إذن... ؟ اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك مما نحن فيه من ضلال ماحق لعزنا، دافع لنا إلى نسيان ديننا وكتابنا وسنة نبينا. ميلاد جديد أجل ! إنه لاريب ولاشك في تحقق جميع ما تقدم مما نحن عليه، إلا أن المسلمين أو أكثرهم من الواعين، قد أدركوا داءهم، وعرفوا دواءهم، ولولا نفوذ بعض المفاهيم الإستعمارية، والدعاية الشديدة لها في عدة الأقطار من عالمنا الإسلامي بمختلف الأساليب الخداعة، ولولا سيطرة بعض الرؤساء والزعماء، ممن أعمى أبصارهم الجاه وحب الرئاسة، ولولا هذه التمزقات الإقليمية، والعصبيات العنصرية والقومية، التي توزعت عالمنا الإسلامي، وحالت بين كل إقليم وإقليم آخر، لولا كل ذلك لكان المسلمون اليوم على هامة التاريخ يعيشون في عالم كله نور، وفي مدنية علمية وصناعية هي أرقي من جميع المدنيات. وإننا ليحدونا الأمل رضوخا لقول الله سبحانه (لا تيأسوا من روح الله [2]... ولا تقنطوا من رحمة الله) [3]، بانبعاث نهضة إسلامية واعية على أيدي رجال مجاهدين، قد

[1] آل عمران - 64
[2] يوسف - 87
[3] الزمر - 53 (*)

اسم الکتاب : مجموعة الرسائل المؤلف : الصافي، الشيخ لطف الله    الجزء : 1  صفحة : 390
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست