responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عقائد الإمامية المؤلف : المظفر، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 43

10 ـ عقيدتنا في القضاء والقدر

ذهب قوم ـ وهم المجبرة (1) ـ الى انه تعالى هو القاعل لافعال المخلوقين، فيكون قد اجبر الناس على فعل المعاصي، وهو مع ذلك يعذبهم عليها، واجبرهم على فعل الطاعات ومع ذلك يثيبهم عليها؛ لانهم يقلون: ان افعالهم في الحقيقة افعاله، وانما تنسب اليه الطبيعة بين الاشياء، وانه تعالى هو السبب الحقيقي لا سبب سواه.

وقد انكروا السببية الطبيعية بين الاشياء؛ اذ ظنوا ان ذلك هو مقتضى كونه تعالى هو الخالق الذي لا شريك له.

ومن يقول بهذه المقالة فقد نسب الظلم اليه، تعالى عن ذلك.

وذهب قوم آخرون ـ وهم المفوضة (2) ـ الى انه تعالى فوض الافعال


[1]ومنهم الاشاعرة الذين ذهبوا الى انكار السببية، وانحصار السبب في الله تعالى،وقالوا: ان النار ـ مثلا ـ لا تحرق شيئا بل عادة الله جرت على احراق الثوب المماس بها مثلا من دون مدخلية للنار في الاحراق. وبذلك فقد ذهبوا الى ان افعال العباد مخلوقة له تعالى من دون دخل للعباد فيها، أي أن العبد لا أثر له في ايجاد الفعل. راجع: بداية المعارف الالهية: 1/159 وما بعدها.

ولا يخفى على من تتبع كتب الامامية انهم يبطلون الجبر خلافا للاشاعرة، كما يبطلون التفويض خلافا للمعتزلة، فقد روي عن الامام ابي الحسن علي بن محمد الهادي (عليه السلام) انه سئل عن افعال العباد فقيل له: هل هي مخلوقة لله تعالى ؟ فقال (عليه السلام): (لو كان خالقا لها لما تبرأ منها وقد قال سبحانه (إن الله بريء من المشركين ورسوله)[ التوبة 9: 3] ولم يرد البراءة من خلق ذواتهم وانما تبرأ من شركهم وقبائحهم).

لاحظ: تصحيح الاعتقاد من مصنفات الشيخ المفيد: 5/43، بحار الانوار: 5/20.

[2] وهم الذين نفوا حقيقة الجبر، وأكثرهم المعتزلة ممن قالوا أن الفعل مفوض الينا، ولا مدخلية

=

اسم الکتاب : عقائد الإمامية المؤلف : المظفر، الشيخ محمد رضا    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست