responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
اسم الکتاب : شرح المنام المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 4
وقع له حالة المنام. والمسألة تبحث عن دلالة " آية الغار " على ما يدعيه العامة من فضل أبي بكر ابن ابي قحافة، حيث كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الغار، عند نزول تلك الآية. وقد فضل الشيخ المفيد أوجه الاستدلال الذي ذكروها على مرادهم، ثم بدأ يردها واحدا واحدا. وهذا المنام يدل على اختزان محتواه في ذهن الشيخ المفيد، وتركزه فيه بحيث لم يفارقه في يقظه ولا منام كما انه يحتوى على ما هو لازم من عناصر القوة في الاستدلال، و ضرورات إكمال البحث من النقوض والاجوبة، والشواهد القرآنية والحديثية و حتى الاستشهاد بالشعر على إثبات المعاني اللغوية، بما يقضي بالعجب، ولا تبقى معه حاجة إلى البحث عن حجية الرؤيا ! ونحمد الله على توفيقه. وكتب السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
[ 21 ]
شرح المنام تأليف الامام الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ابن المعلم ابي عبد الله العكبري البغدادي (336 - 413 ه‌)
[ 23 ]
بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر روى الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن بنان [1]، أن الشيخ المفيد

[1] وروى الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن ابي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج 2: 499 الحديث عن الشيخ أبي علي الحسن بن محمد الرقي، اخبر به بالرملة في شوال من سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمه الله أنه قال: رأيت في المنام سنة من السنن كأني قد أجتزت. الى آخره وسوف نرمز الى موارد اختلاف روايته بالحرف " ج ". وعنوان ابو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي في كنزه 2: 48 الخبر المذكور قائلا: منام ذكر أن الشيخ المفيد أبا عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رضي الله عنه رآه وأملاه على أصحابه ". بلغ ان شيخنا المفيد رضوان الله عليه قال: رأيت في النوم. إلى آخره. وسوف نرمز إلى موارد الاختلاف أيضا بالحرف " ك ". وذكر ابن عبد ربه الاندلسي في العقد الفريد 5: 355 - 356 نحو ما سيأتي في احتجاج المأمون على الفقهاء في فضل علي عليه السلام فلاحظ.-
[ 24 ]
رضي الله عنه قال: رأيت في النوم [1] كأني قد اجتزت في بعض الطرق، فرأيت حلقة دائرة فيها ناس كثير. فقلت: ما هذا ؟ قالوا
[2]: هذه حلقة فيها رجل يقص. فقلت: من هو ؟ قالوا: عمر بن الخطاب. ففرقت
[3] الناس، ودخلت الحلقة، فإذا برجل يتكلم على الناس بشئ لم احصله، فقطعت عليه الكلام
[4]، وقلت: أيها الشيخ أخبرني
[5]، ما وجه الدلالة على فضل صاحبك [ أبي بكر
[6] عتيق بن أبي قحافة في قول الله تعالى: (ثاني اثنين إذ هما في الغار)
[7] ؟. فقال: وجه الدلالة على فضل أبي بكر من هذه
[8] في ستة مواضع: الاول: أن الله تعالى ذكر النبي
[9] صلى الله عليه وآله، وذكر [1] في " ج " المنام سنة من السنين.
[2] في " ك " فقيل لي.
[3] في " ك " فتقدمت ففرقت.
[4] زيادة من " ج ".
[5] زيادة من " ك وج ".
[6] ما بين المعقوفين ليس في " ك ".
[7] التوبة: 41.
[8] في " ج " هذه الآية.
[9] في " ك " نبيه.
[ 25 ]
أبا بكر [1]، فجعله ثانيه، فقال: " ثاني اثنين ". الثاني: أنه وصفهما بالاجتماع في مكان واحد لتأليفه
[2] بينهما، فقال: " إذ هما في الغار ". الثالث: أنه أضافه إليه بذكر الصحبة، ليجمع بينهما فيما يقتضي الرتبة، فقال: " إذ يقول لصاحبه ". الرابع: أنه أخبر عن شفقة النبي صلى الله عليه وآله عليه
[3]، ورفقه. به، لموضعه عنده، فقال: " لا تحزن ". الخامس: أنه
[4] أخبره أن الله معهما على حد سواء، ناصرا لهما، ودافعا عنهما، فقال: " ان الله معنا ". السادس: أنه أخبر عن نزول السكينة على أبي بكر، لان الرسول لم تفارقه السكينة تط، فقال: " فانزل الله سكينته عليه ". فهذه ستة مواضع تدل على فضل أبي بكر من آية الغار، لا يمكنك ولا لغيرك الطعن فيها. فقلت له: لقد [ حررت كلامك ]
[5] [ هذا، واستقصيت البيان فيه، وأتيت بما لا يقدر أحد أن يزيد عليه ]
[6] في الاحتجاج
[7]، غير أني بعون الله وتوفيقه، سأجعل ما أتيت به كرماد إشتدت به الريح في يوم [1] في " ك " أبا بكر معه.
[2] في " ك " تأليفا.
[3] زيادة من " ك وج ".
[4] في " ك " اعلامه أنه.
[5] في " ج " حبرت بكلامك.
[6] ما بين المعقوفين ساقط من " ج ".
[7] في " ك وج " الاحتجاج لصاحبك عليه.
[ 26 ]
عاصف. أما قولك: أن الله تعالى ذكره وذكر النبي صلى الله عليه وآله وجعل أبا بكر ثانيه [1]، فهو اخبار عن العدد، ولعمري لقد كانا إثنين، [ فما في ذلك من الفضل ؟ ]،
[2]، ونحن نعلم ضرورة أن مؤمنا وكافرا إثنان، [ كما نعلم أن مؤمنا ومؤمنا اثنان ]
[3]، فما أرى لك في ذكر العدد طائلا [ تعتد به ]
[4]. وأما قولك: أنه وصفهما بالاجتماع في المكان، فانه كالاول، لان المكان [ يجمع المؤمنين والكفار ]
[5]، وأيضا فان مسجد النبي صلى الله عليه وآله أشرف من الغار، وقد جمع المؤمنين والمنافقين والكفار، وفي ذلك قول الله تعالى: (فما للذين كفررا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين)
[6]. وأيضا فان سفينة نوح قد جمعت النبي، والشيطان، والبهيمة، [ والانسان
[7]. فالمكان ]
[8] لا يدل على ما ادعيت
[9] من الفضيلة
[10] فبطل [1] في " ك " ثانيه فليس في ذلك فضيلة.
[2] ليس في " ك ".
[3] زيادة من " ك وج ".
[4] في " ك وج " تعتمده.
[5] في " ك " يجتمع فيه المؤمنون والكفار، كما يجتمع العدد للمؤمنين والكفار. وفي " ج " يجمع المؤمن والكافر كما يجمع العدد المؤمنين والكفار.
[6] المعارج: 37.
[7] في " ج " الكلب.
[8] في " ك " فبان لك أن الاجتماع بالمكان.
[9] في " ج " أوجبت.
[10] في " ك " الفضل.
[ 27 ]
فضلان. وأما قولك: أنه أضافه إليه بذكر الصحبة، فانه أضعف من الفضلين الاولين، لان الصحبة تجمع المؤمن والكافر، والدليل على ذلك قول الله عزوجل: (إذ قال لصاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب، ثم من نطفة، ثم سواك رجلا " [1]. وأيضا فان اسم الصحبة يقع
[2] بين العاقل ولين البهيمة، والدليل على ذلك من كلام العرب الذي نزل القرآن بلسانهم، فقال الله تعالى: (وما ارسلنا من رسول إلا بلسان قومه)
[3] وقد سموا الحمار صاحبا فقالوا: ان الحمار مع الحمار مطية * فإذا خلوت به فبئس الصاحب
[4] وأيضا فقد سموا السيف
[5] صاحبا، [ فقالوا في ذلك ]
[6] جاورت هندا وذاك اجتنابي
[7] ومعي صاحب كتوم اللسان [1] الكهف: 35.
[2] في " ك " تكون. وفي " ج " تطلق.
[3] ابراهيم: 4.
[4] البيت من قصيدة قالها. هكذا في " الاصل ". 51) في " ك وج " الجماد مع الحي.
[6] في " ك " قال الشاعر، وفي " ج " قالو ذلك في السيف شعرا.
[7] في " ك وج " زرت.
[ 28 ]
يعني السيف. فإذا كان اسم الصحبة يقع بين المؤمن والكافر، وبين العاقل وبين [1] البهيمة، وبين الحيوان والجماد، فأي حجة لصاحبك ؟ ! وأما قولك: أنه قال " لا تحزن " فانه
[2] وبال عليه، ومنقصة
[3] ودليل على خطئه، لان قوله: " لا تحزن " نهي، وصورة النهي قول القائل: (لا تفعل). فلا يخلو [ أن يكون ]
[4] الحزن وقع
[5] من أبى بكر [ على أحد وجهين: إما ]
[6] طاعة أو معصية، فان كان طاعة فالنبي لا ينهى [ عنها، فدل على أنه ]
[7] معصية. [ فان انتهى وإلا فقد شهدت الآية بعصيانه بدليل أنه نهاه ]
[8]. وأما قولك أنه قال له: (ان الله معنا) فان النبي صلى الله عليه وآله أخبر
[9] أن الله معه خاصة، وعبر عن نفسه بلفظ الجبع [ فقال: " معنا " كما عبر الله تعالى عن نفسه بلفظ الجمع ]
[10] فقال: (إنا نحن نزلنا الذكر [1] ليس في " ك وج ".
[2] في " ك " فان ذلك.
[3] في " ك وج " منقصة له.
[4] ما بين المعقوفين ليس في " ك ".
[5] في " ك " الواقع.
[6] في " ك " من ان يكون.
[7] في " ك وج " عن الطاعات، بل يأمر بها ويدعو إليها، وإن كان.
[8] في " ك " فقد صح وقوعها منه، وتوجه النهي عنها وشهدت الآيات أنه ولم يرد دليلا على امتثاله للنهي وانزجاره. وفي " ج " فقد نهاه النبي صلى الله عليه وآله عنها، وقد شهدت الآية بعصيانه بدليل أنه نهاه.
[9] في " ك " اعلمه.
[10] ما بين المعقوفين ليس في " ك وج ".
[ 29 ]
وانا له لحافظون " [1]. وقد قيل [ أيضا في هذا ]
[2]: أن أبا بكر قال: يارسول الله حزني على اخيك علي بن أبي طالب ما كان منه. فقال له النبي: (لا تحزن ان الله معنا). أي: معي ومع أخي علي ابن أبي طالب. وأما قولك أن السكينة نزلت على أبي بكر فانه [ كفر بحت ]
[3]، لان الذي نزلت عليه السكينة هو الذي أيده بالجنود كذا يشهد ظاهر القرآن في قوله تعالى: (فانزل سكينته عليه وايده بجنود لم تروها)
[4] فان
[5] كان ابو بكر هو صاحب السكينه فهو
[6] صاحب الجنود، وهذا
[7] إخراج النبي عليه السلام من النبوة، على أن هذا الموضع لو كتمته على صاحبك كان خيرا له، لان الله تعالى أنزل السكينة على النبي عليه السلام في موضعين، وكان معه قوم مؤمنون، فشركهم فيها، فقال في موضع
[8]: (ثم أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها)
[9]. [ وفي موضع آخر ]
[10]: (فانزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى "
[11]. [1] الحجر: 9.
[2] ليس في " ك ".
[3] في " ج " فانه ترك للظاهر. وفي " ك " كفر.
[4] التوبة: 41.
[5] في " ك " فلو.
[6] في " ك " لكان هو.
[7] في " ك وج " وفي هذا.
[8] في " ك " أحدهما. وفي " ج " أحد الموضعين.
[9] التوبة: 27.
[10] في " ك وج " وقال في الموضع الآخر.
[11] الفتح: 26.
[ 30 ]
ولما كان في [ هذا اليوم ] [1] خصه وحده بالسكينة، فقال: (فانزل سكينته عليه). فلو كان معه في الموضع مؤمن لشركه معه في السكينة، كما شركه من قبله
[2] من المؤمنين، فدل باخراجه
[3] من السكينة على خروجه من الايمان. [ قال الشيخ المفيد رحمه الله ]
[4] فلم يحر [ عمر بن الخطاب ]
[5] جوابا، وتفرق الناس، واستيقظت
[6]. تم المنام ولله الحمد والمنة، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله. [1] في " ك " يوم الغار، وفي " ج " هذا الموضع.
[2] في " ك " كان معه. وفي " ج " كما شرك من ذكرنا قبل هذا.
[3] في " ك وج " اخراجه.
[4] ما بين المعقوفين زيادة من " ك ".
[5] ما بين المعقوفين زيادة من " ك ".
[5] في " ك " فلو.
[6] في " ك " لكان هو.
[7] في " ك وج " وفي هذا.
[8] في " ك " أحدهما. وفي " ج " أحد الموضعين.
[9] التوبة: 27.
[10] في " ك وج " وقال في الموضع الآخر.
[11] الفتح: 26.
[ 30 ]
ولما كان في [ هذا اليوم ] [1] خصه وحده بالسكينة، فقال: (فانزل سكينته عليه). فلو كان معه في الموضع مؤمن لشركه معه في السكينة، كما شركه من قبله
[2] من المؤمنين، فدل باخراجه
[3] من السكينة على خروجه من الايمان. [ قال الشيخ المفيد رحمه الله ]
[4] فلم يحر [ عمر بن الخطاب ]
[5] جوابا، وتفرق الناس، واستيقظت
[6]. تم المنام ولله الحمد والمنة، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله. [1] في " ك " يوم الغار، وفي " ج " هذا الموضع.
[2] في " ك " كان معه. وفي " ج " كما شرك من ذكرنا قبل هذا.
[3] في " ك وج " اخراجه.
[4] ما بين المعقوفين زيادة من " ك ".
[5] ما بين المعقوفين زيادة من " ك ".
[6] في " ج " واستيقظت من نومي. (*)


اسم الکتاب : شرح المنام المؤلف : الشيخ المفيد    الجزء : 1  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
صيغة PDF شهادة الفهرست