responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 76

صار مثلا لمن بقي و غبر إن في ذلك و الله لعبرة لذوي النظر فينبغي أن لا ييأس الضعيف من فضل الله البر اللطيف إذا رأى القوي و عاجزا عن حال من الأحوال إن الله تعالى يعطي الضعيف من القوة ما لا يعطي أهل المقامات العاليات في الأعمال و هذه المرأة المعظمة أم موسى حجة على من كلف بمثل تكليفها أو دونه أظهر العجز عنه و حجة على من وعده الله جل جلاله بوعود فلم يثق بها و لم يفعل كما فعلت أم موسى في الثقة بالوعد أنه يعيد ولدها إليها و فيه توبيخ و تعنيف أن يكون الرجال القوامون على النساء دون امرأة ذات برقع و خمار في طاعة سلطان الأرض و السماء

(فصل)

فيما نذكره من الجزء الرابع من الوجهة الأولى من القائمة الثالثة من الكراس الثالث و العشرين من المجلد الثاني منه قوله جل جلاله‌ وَ قالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى‌ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ‌ ذكر جدي الطوسي أن القريتين مكة و الطائف و أن الرجلين اللذين وصفهما الكفار بالعظمة في قول ابن عباس الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي من مكة و حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي و قال مجاهد يعني بالذي من أهل مكة عتبة بن ربيعة و الذي من أهل الطائف ابن عبد ياليل و قال قتادة الذي من مكة يريد الوليد بن المغيرة و الذي من أهل الطائف كنانة بن عمر و إنما قالوا ذلك لأن الرجلين كانا عظيمي قومهما و ذوي أموال جسيمة فيهما فدخلت الشبهة عليهم و اعتقدوا أن كل من كان كذلك كان أولى بالنبوة و هذا غلط لأن الله تعالى يقسم الرحمة بالنبوة بين الخلق كما قسم الرزق في المعيشة على حسب ما يعلم من مصالح عباده فليس لأحد أن يحكم في شي‌ء من ذلك فقال تعالى على وجه الإنكار عليهم و التهجين لقولهم- أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ‌ أي ليس لهم ذلك. يقول علي بن طاوس لو كان التعظيم بكثرة الأموال و كانت أموال‌

اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست