responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 244

بمحضرهم و مشاهدتهم و هم ينظرون هباء منه منثورا تلفا لا أصل له فإن إتلاف ما يعتقده الإنسان ملكا له و نافعا له بمحضره و مشاهدته أوقع في عذابه و هوانه من إتلافه بغير حضوره. أقول و لو أردنا أن نذكر لكل ما ذكره الرماني وجوها في الفصاحة و البلاغة أحسن مما ذكره رجونا أن يأتي بذلك من بحار مكارم مالك الجلالة و الأعراق المتصلة بيننا و بين صاحب الرسالة إن شاء الله تعالى‌

[فيما نذكره من كتاب متشابه القرآن للهمداني‌]

فيما نذكره من كتاب اسمه متشابه القرآن لعبد الجبار بن أحمد الهمداني و كانت النسخة كتبت في حياته من الوجهة الثانية من القائمة الثانية من الكراس التاسع بلفظه قوله تعالى- إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ‌ إلى قوله‌ أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا يدل على أشياء منها وصف المؤمن بذلك على طريق التعظيم في الشرع لأنه لو جرى على طريقة اللغة لم يصح أن يجعل تعالى المؤمن هو الذي يفعل ما ليس بتصديق كما لا يجوز أن يجعل الضارب هو الذي يفعل ما ليس بضرب به و منها أن الإيمان ليس هو القول باللسان و اعتقاد القلب على ما ذهب المخالف إليه و أنه كل واجب و طاعة لأن الله تعالى ذكر في صفة المؤمن ما يختص بالقلب و ما يختص بالجوارح لما اشترك الكل في أنه من الطاعات و الفرائض و منها ما يدل على أن الإيمان يزيد و ينقص على ما تقول الآية إذا كان عبارة عن هذه الأمور التي يختلف التعبد فيها على المكلفين فيكون اللازم لسعيهم ما يلزم المعنى فيجب صحة الزيادة و النقصان فيه و إنما كان يمتنع ذلك لو كان الإيمان خصلة واحدة و هو القول باللسان و اعتقادات مخصوصة بالقلب و منها أنه يدل على أن الرزق هو الحلال لأنه تعالى جعل من صفات المؤمن و من جملة ما مدحه عليه أن ينفق مما رزق و لو كان ما ليس بحلال يكون رزقا لم يصح ذلك و منها أن الواجب على من سمع ذكر الله تعالى و القرآن أن يتدبر معناه و هذا هو الغرض فيه لأن وجل القلوب و الخوف و الحذر لا يكون بأن يسمع الكلام فقط من غير تدبر

اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست