responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 199

الله ذلك و هو واضح الإنكار و أما قول المرجئة إن الفساق مؤمنون فما ادعوا ولاية و لا محبة حتى تصح المعارضة لهم و أما جواب تعذيب المؤمن فلا أدري كيف أنكر ذلك و هو يرى الحدود و الآداب و هي من العقوبات جارية في الدنيا على المؤمنين و لم يخرجهم عن اسم الإيمان في الحال و قد سمى الله تعالى في القرآن خلقا عظيما وصفهم بالفرار من الزحف و بذنوب ظاهرة الكشف مؤمنين. أقول و قد ترى العقلاء يعذبون أبناءهم و خواصهم و العزيزين عليهم من وجه و يكرمونهم من وجه و العيان دال عليهم و ترى القرآن الشريف يتضمن معاتبات الأنبياء و إخراج آدم من الجنة و بلواهم و هو كالأدب من وجه و هم مكرمون و معظمون من وجوه أخر ثم قال البلخي ما هذا لفظه و لن يجوز أن يعذب الله واحدا و يغفر لآخر في مثل حاله لأن ذلك هو المحاباة و الله أعلم لا يحابي و لا هوادة و لا قرابة بينه و بين أحد من خلقه فيقال له و هل ينكر أحد أن كثيرا من الذنوب التي أهلك الله تعالى بها كثيرا من الأمم الماضية وقع مثلها في أمه نبينا محمد ص و لم يعاجلهم و يعاقبهم كأولئك و هل يجد عاقل في عقله أنه يمنع مانع من العفو عن أحد مسي‌ء دون الآخر إن تساوت إساءتهما و هل يمنع صاحب دين على اثنين متساويين في الدين أو غيره أن يسقط ديونه عن أحدهما أو يطلب ديونه التي على الآخر ثم قال البلخي بلفظه فإن قال قائل إن الخلق خلقه و الأمر أمره يصنع ما يشاء قيل له إن ذلك و إن كان كذلك فإنه لا يفعل إلا الصواب و الحكم و بعد فإن كان الأمر على ما قدرت فما جرأ أن يعذب الأنبياء و يخلد الشياطين في الجنة لمثل هذه العلة فيقال له كيف حكمت عليك العصبية للعقيدة التي أنت عليها إلى هذه الغاية و هل أوجد العقول بحيل أنه إذا كان للعبد حسنة و سيئة أن يجازى على حسنته و يعاقب على سيئته و هل هذا خارج عن الحكمة و الصواب و أما معارضته بالأنبياء و الشياطين فإن تساوى الأنبياء و الشياطين فما كان الحديث فيه و هل يجد معا بلا خلاف بين الأمة من تعذيب الأنبياء

اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست