responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 163

كل صنعة يحتاج إلى استعمال شي‌ء منها كالكتابة و غيرها أ تراه يعتقد أن النبي كان يحسن الكتابة أم هو موافق للقرآن في أنه ما كان يحسنها و يحتاج إلى الصحابة في المعرفة بها و ليسوا أنبياء على اليقين أ ما سمع الجبائي أن وصي سليمان كان عنده من العلم بإحضار عرش بلقيس ما لم يكن عند سليمان لمفهوم قول الله تعالى- قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ‌. أقول و أما قول الجبائي إن الوحي لا يكون إلا للأنبياء فهو جهل منه أيضا و تكذيب للقرآن و مكابرة للعيان أ ما سمع الجبائي في كلام الله تعالى- وَ إِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَ بِرَسُولِي قالُوا آمَنَّا و ليسوا أنبياء أ ما كان للجبائي من العقل ما يدل على أنه إذا جحد الوحي إلى غير الأنبياء أن يجوز أن يكون الله تعالى ألهم الخضر ذلك إلهاما من غير وحي حتى وقع الجبائي في هذا التعبير لقد كان مستورا لو لا اشتغاله في هذا التفسير

فصل [في الخضر]

فيما نذكره أيضا من الجزء الحادي عشر من تفسير الجبائي بعد أربعة قوائم من الموضع الذي ذكرناه قبل هذا فقال الجبائي ما هذا لفظه و قوم من جهال العوام يذهبون إلى أن الخضر هو حي إلى اليوم في الأرض و أنه ليلقى الناس و يلقونه و هذا جهل ظاهر لأن هذا يوجب أن يكون بعد نبينا محمد ص نبي تلقاه أمته و يأخذون عنه أمر دينهم و لو كان ذلك كذلك لم يكن محمد ص خاتم النبيين و آخرهم و لجاز أن يكون في زمنه نبيا كما كان بعده في أمته نبي هو الخضر و هذا يوجب تكذيب القرآن مع أن الخضر إنما كان رجلا من بني آدم فلو كان كذلك لوجب أن نعرفه كما تعرف الناس بعضهم بعضا بالملاقاة و المشاهدة فإذا كان لا يعرف و لا يعرف له مكان فهذا دليل على بطلان ما يدعونه من حياته و ملاقاته بل يعلم أنه قد مات قبل نبينا محمد و إنما نبينا بعث بعد الأنبياء و لم يكن معه في الأرض نبي و لا بعده لأنه آخر الأنبياء. يقول علي بن موسى بن طاوس إنما تكذيب الجبائي بحياة الخضر و الأخبار متواترة من الفرق كلها بحياته و ملاقاته و لا أدري كيف استحسن‌

اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست