responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 156

هذا القول عظيم لأنه يقتضي أن الأمم المختلفة المتفرقة و الملل المتضادة و أصحاب العقائد المتفرقة كلهم مصيبون سالمون و هو و أهل عقيدته ما يرون ذلك و إنما لو قال إن اختلاف العقول في الحكم إذا علم المكلف أنه مخير في الأخذ بأيهما شاء فيكون العمل على ما علم من تخيير الله تعالى و لا يسمى مختلفا على الحقيقة بل كل من الحكمين يقوم مقام الآخر فهو إلى الوفاق و الاتفاق أقرب من الاختلاف و الافتراق. أقول فلو كان الاجتهاد في الشريعة المحمدية صحيحا ما كان الصحابة قد بلغوا بينهم حد القتل للنفوس و الحروب و استحلال الدماء و الرءوس و كان قد عذر بعضهم بعضا عند الاختلاف و ما كانوا مفترقين و معلوم عند أهل الإنصاف أن القوم ما عذروا من فارق جماعتهم و لو كان الجبائي صادقا فيما يقول فهو عذر علماء أهل البيت و علماء شيعتهم على خلافهم‌

فيما نذكره من الجزء السادس من تفسير الجبائي من الوجهة الثانية من القائمة التاسعة و بعضه من العاشرة بمعناه لأجل طول لفظه من تفسير قوله تعالى- إِلَّا أَنْ قالُوا وَ اللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ‌ فذكر أبو علي الجبائي ما معناه أن الكفار مضطرون يوم القيامة إلى الصدق و لا يقع منهم كذب و لا قبيح لأن المعارف تكون ضرورية و التكليف مرتفع و قال أيضا فيه ما لفظه إنما عنوا ما كنا مشركين عند أنفسنا في الدنيا و أنهم في هذا القول صادقون إذا كان لا يجوز أن يكونوا فيها كاذبين في الآخرة فيقال له لو كان الأمر كما تأولت ما كان لقول الله تعالى‌

-

انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى‌ أَنْفُسِهِمْ‌ على وجه التعجب من كذبهم معنى يطابق تكذيبهم و القرآن الشريف يتضمن خلاف ما قال أبو علي الجبائي في آيات غير هذه منها قوله تعالى عن أهل النار- وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ‌ فوصفهم بالتكذيب في النار و قال جل جلاله- فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى‌ شَيْ‌ءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ‌ و ظاهر هذه الآية أنهم يحلفون كذبا-

اسم الکتاب : سعد السعود للنفوس المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست