responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : زوجات النبي(ص) المؤلف : سعيد أيوب    الجزء : 1  صفحة : 75

يقولون، فلما قدم أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) فأتوا إلى باب النجاشي. فقالوا: أستأذن لأولياء الله، فقال: أئذن لهم فمرحبا بأولياء الله، فلما دخلوا عليه سلموا، فقال الرهط من المشركين: ألم تر أيها الملك أنا صدقناك، وإنهم لم يحيوك بتحيتك التي تحيا بها؟ فقال لهم: ما يمنعكم أن تحيوني بتحيتي؟ قالوا: إنا حييناك بتحية أهل الجنة وتحية الملائكة. فقال لهم: ما يقول صاحبكم في عيسى وأمه؟ قالوا: يقول:

عبد الله ورسوله وكلمة من الله وروح منه ألقاها إلى مريم، ويقول في مريم: إنها العذراء الطيبة البتول. فأخذ النجاشي عوداً من الأرض وقال:

ما زاد عيسى وأمه على ما قال صاحبكم هذا العود، فكره المشركون قوله وتغير له وجوههم. فقال: هل تقرؤن شيئاً مما أنزل عليكم؟ قالوا: نعم، قال: فاقرؤوا، فقرؤوا وحوله القسيسون والرهبان. فجعلت طائفة من القسيسين والرهبان. كلما قرأوا آية انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق.

وهو قوله تعالى (ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون. وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق) [1].

وروي أن النجاشي بكى وأسلم. وأسلم معه خاصته. وروي أنه خرج من بلاد الحبشة إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فلما عبر البحر توفي. وروي عن سعيد بن جبير: بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جعفرا في سبعين راكباً إلى النجاشي يدعوه. فقدم عليه ودعاه فاستجاب له وآمن به، فلما كان عند انصرافه. قال ناس ممن آمن به من أهل مملكته وهم أربعون رجلاً: أئذن لنا فنأتي هذا النبي فنسلم به، فقدموا مع جعفر، فلما رأوا ما بالمسلمين من الخصاصة. استأذنوا رسول الله صلى الله عليه


[1] سورة المائدة آية 82.

اسم الکتاب : زوجات النبي(ص) المؤلف : سعيد أيوب    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست