فهذه رسالة وجيزة في فرض الصلاة (1)، إجابة لالتماس من طاعته حتم، و إسعافه غنم، و اللّه المستعان.
قوله: في فرض الصلاة.
أي: في واجبها، و أراد به الجنس، و لما كانت الصلاة المندوبة خالية من الواجبات لم يقع لفظ الصلاة في العبادة إلّا على الواجبة، فتكون العبارة وافية بترجمة الرسالة، إذ هي موضوعة لبيان واجبات الصلاة الواجبة.
و الإجابة [1] مصدر أجاب يجيب، و انتصابه بأنه مفعول لأجله، و عامله محذوف يدل عليه ما قبله، أي: صفتها اجابة.
و في التعبير عن طلب المجاب بالالتماس [2] الذي هو الطلب المساوي، و إبهامه حيث لم يصرح باسمه، و التعبير عن اجابته بالطاعة، و أنها حتم أي: واجبة، من التعظيم و التفخيم ما لا يخفى.
و الاسعاف [3] مصدر أسعفت الرجل بحاجته إذا قضيتها له.
و الغنم [4] بالضم مصدر غنم، و الاسم الغنيمة.
و في الإخبار عن طاعته و اسعافه بالمصدر- أعني الحتم و الغنم- تأكيد و مبالغة، كما في قولك: رجل عدل، تريد عادل. كما تريد هنا محتومة و غنيمة و إنما لم يؤنث الخبر في قوله: طاعته حتم، ليطابق المبتدأ، لأن المصدر يستوي فيه المذكر و المؤنث.
و يوجد في بعض الحواشي: ان طاعته إنما كانت حتما، لأنه سأل واجبا و هو فاسد من جهة اللفظ و المعنى:
أما اللفظ فلأنه مفوّت بجزالة الكلام، و الغرض من المبالغات المقصودة بما قبله و بعده.