اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي الجزء : 3 صفحة : 134
يكون لانه جسم [1] و الجسم لا يصح أن يكون في الأماكن الكثيرة، و تأولوا قوله تعالى قُلْ يَتَوَفّٰاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ[2] أنه أراد بملك الموت الجنس دون الشخص الواحد، كما قال اللّٰه تعالى وَ الْمَلَكُ عَلىٰ أَرْجٰائِهٰا[3] و انما أراد جنس الملائكة.
مسألة بيان قوله (ص): أنا و أنت يا علي كهاتين
ما معنى قول النبي (صلى اللّٰه عليه و آله): أنا و أنت يا علي كهاتين. و أشار الى إصبعيه، مع أنه (صلى اللّٰه عليه و آله) نبي و أمير المؤمنين (عليه السلام) وصي.
الجواب: أنه غير ممتنع في المتقاربين في الفضل و الدين، و يزيد أحدهما على صاحبه فيه زيادة قوية، أن يقال فيهما: أنهما متساويان و متعادلان. و انما لا يقال ذلك مع التفاوت في الفضل.
فالنبي (صلى اللّٰه عليه و آله) و ان كان أفضل و أكثر ثوابا من أمير المؤمنين (عليه السلام)، فمن حيث تقارب فضلهما و لم يكن فيهما تفاوت، جاز إطلاق ألفاظ المساواة، و اللغة العربية شاهدة بذلك، و عرف الاستعمال و نظائره أكثر من أن يحصى.
و وجه آخر و هو أنه يمكن أن يريد بالمساواة بينهما أن كل واحد منهما كامل للخصال التي تقتضيها منزلته و ولايته و غير مقتض [4] عن شيء منهما، فيكون