responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 2  صفحة : 294

بيان هذه الجملة: ان العقل يقتضي بوجوب الرئاسة في كل زمان، و أن الرئيس لا بد من كونه معصوما مأمونا منه كل فعل قبيح.

و إذا ثبت هذان الأصلان لم يبق إلا إمامة من نشير إلى إمامته، لأن الصفة التي اقتضاها و دل على وجوبها لا توجد الا فيه، و تساق الغيبة بهذا سوقا ضروريا لا يقرب منه شبهة، فيحتاج أن ندل على صحة الأصلين المذكورين.

فنقول:

أما الذي يدل على وجوب الإمامة في كل زمان، فهو أنا نعلم لا طريق للشك علينا أن وجود الرئيس المطاع المهيب المنبسط اليد أدعى الى فعل الحسن و أردع عن فعل القبيح، و أن المظالم بين الناس: اما أن يرتفع عند وجود من وصفناه، أو يقل.

و أن الناس عند الإهمال و فقد الرؤساء يبالغون في القبيح، و تفسد أحوالهم و يختل نظامهم، و الأمر في ذلك أظهر من يحتاج الى دليل، و الإشارة إليه كافية، فاستقصاؤه في مظانه.

و أما الذي يدل على وجوب عصمة الرئيس المذكور، فهو أن علة الحاجة إليه موجودة [1]، وجب أن يحتاج إلى رئيس و امام كما احتيج اليه. و الكلام في الإمامة كالكلام فيه، و هذا يقتضي القول بأئمة لا نهاية لها، و هو محال، أو القول بوجود امام فارقت عنه علة الحاجة.

و إذا ثبت ذلك لم يبق الا القول بإمام معصوم لا يجوز عليه القبيح، و هو ما قصدناه، و شرح ذلك و بسطه مذكور في أماكنه.

و إذا ثبت هذان الأصلان، فلا بد من القول بأنه صاحب الزمان بعينه، ثم


[1] ظ: لو كانت موجودة فيه.

اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 2  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست