responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 2  صفحة : 235

لزال التكليف، فلم يشأ ذلك بل شاء ان يطيعوا على وجه التطوع و الإيثار لا على وجه الإجبار و الاضطرار، و قد بين اللّٰه ذلك فقال أَ فَأَنْتَ تُكْرِهُ النّٰاسَ يريد اني انا أقدر على الإكراه منك و لكنه لٰا إِكْرٰاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ [1] و كذلك الجواب في قوله وَ لَوْ شٰاءَ رَبُّكَ مٰا فَعَلُوهُ، و فَلَوْ شٰاءَ لَهَدٰاكُمْ أَجْمَعِينَ* [2] و قوله وَ لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَتْهُمُ الْبَيِّنٰاتُ وَ لٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَ مِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ [3] و لو شاء لحال بينهم و بين ذلك. و لو فعل ذلك لزال التكليف عن العباد، لانه لا يكون الأمر و النهي إلا مع الاختيار لا مع إلجاء [4] و الاضطرار.

و قد بين اللّٰه [ذلك [5]] بما ذكرنا من قوله إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمٰاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنٰاقُهُمْ لَهٰا خٰاضِعِينَ [6] فأخبر أنه لو شاء لاكرههم على الايمان.

و قد بين ذلك ما ذكرناه من قصة فرعون و غيره انه لم ينفعهم الايمان في وقت الإكراه.

و قد بين اللّٰه في كتابه العزيز أنه لم يشأ الشرك، و كذب الذين أضافوا إليه ذلك، فقال تعالى سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شٰاءَ اللّٰهُ مٰا أَشْرَكْنٰا وَ لٰا آبٰاؤُنٰا وَ لٰا حَرَّمْنٰا مِنْ شَيْءٍ فأخبروا أنهم [7] انما أشركوا بمشيئة اللّٰه تعالى فلذلك كذبهم،


[1] سورة البقرة: 256.

[2] سورة النحل: 9.

[3] سورة البقرة: 253.

[4] في أ: لا مع الإجبار.

[5] الزيادة من أ.

[6] سورة الشعراء: 4.

[7] في مط: انه.

اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي    الجزء : 2  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست