اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي الجزء : 2 صفحة : 113
فإنه مارق.
و أما قوله (عليه السلام): «و لكنهم حليت الدنيا في أعينهم» و في رواية أخرى: حلت لهم دنياهم. فمعنى «حليت» تبرقت و تزينت في أعينهم من الحلي، و يحكى: احلولات فهو من حلاوة الطعم. و معنى «راقتهم زبرجها» أي أعجبهم زخرفها، و الزبرج كالزخرف، يبدو لهم ظاهر جميل معجب و باطن بخلاف ذلك، و أصله الغيم الرقيق الذي لا ماء فيه، فهو مغر بظاهره و لا خير فيه.
و قوله (عليه السلام): «لو لا حضور الحاضر، و قيام الحجة بوجود الناصر» الى آخر الكلام، فمعناه أن الفرض تعين و يوجب مع وجود من انتصر به على رفع المنكر و منع الباطل، و اعتذار الى من لا علم له من القعود في أول الأمر، و النهوض في حرب الجمل و ما بعدها، لفقد الناصر أولا و حضورهم ثانيا.
فأما «الكظة» فهي البطنة و شدة الامتلاء من الطعام. و «السغب» هو الجوع. و معنى «ألقيت حبلها على غاربها» أي تركتها و تخليت منها، لان الرجل إذا ألقى زمام الناقة على غاربها فقد بدا له في إمساكها و زمها و خلى بينها و بين اختيارها، و لهذا صارت هذه اللفظة من كنايات الطلاق و الفرقة. و الغارب: أعلى العنق.
و قوله (عليه السلام): «و لألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز» و العرب تقول: عطفت الناقة تعفط عفطا و عفيطا و عفطانا فهي عافطة، و هو نثرها بأنفها كما ينثر الحمار. و يقال: عفطت ضرطت. و كلا من المعنيين تحتملهما اللفظة في هذا الموضع.
و أما قوله (عليه السلام): «تلك شقشقة هدرت ثم قرت» استقرت، ف«الشقشقة» هي التي يخرجها البعير من فيه عند جرجرته و عصه أو فطمه، و انما يريد (عليه السلام) أنها سورة التهبت و ثارت ثم وقفت.
و لما اقتضى ابن عباس (رضي اللّٰه عنه) بقية الكلام و قد انقطع بما اعترضه
اسم الکتاب : رسائل الشريف المرتضى المؤلف : السيد الشريف المرتضي الجزء : 2 صفحة : 113