فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، مَنْ هَذَا الصَّبِيُّ؟ مَا رَأَيْتُ أَصْبَحَ وَجْهاً مِنْهُ، وَ لَا أَفْصَحَ لُغَةً مِنْهُ، وَ لَا أَطْيَبَ نَغْمَةً مِنْهُ.
قَالَ: هَذَا الْمَوْلُودُ الْكَرِيمُ عَلَى اللَّهِ.
قُلْتُ: يَا سَيِّدِي، وَ لَهُ أَرْبَعُونَ يَوْماً، وَ أَنَا[1] أَرَى مِنْ أَمْرِهِ هَذَا!
قَالَتْ: فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً وَ قَالَ: يَا عَمَّتَاهْ، أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّا مَعْشَرَ الْأَوْصِيَاءِ نَنْشَأُ فِي الْيَوْمِ كَمَا يَنْشَأُ غَيْرُنَا فِي الْجُمُعَةِ، وَ نَنْشَأُ فِي الْجُمْعَةِ كَمَا يَنْشَأُ غَيْرُنَا فِي الشَّهْرِ، وَ نَنْشَأُ فِي الشَّهْرِ كَمَا يَنْشَأُ[2] غَيْرُنَا فِي السَّنَةِ! فَقُمْتُ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ انْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي، ثُمَّ عُدْتُ، فَلَمْ أَرَهُ، فَقُلْتُ: يَا سَيِّدِي، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، لَسْتُ أَرَى الْمَوْلُودَ الْكَرِيمَ عَلَى اللَّهِ.
قَالَ: اسْتَوْدَعْنَاهُ مَنِ اسْتَوْدَعَتْهُ أُمُّ مُوسَى مُوسَى. وَ انْصَرَفْتُ وَ مَا كُنْتُ أَرَاهُ إِلَّا كُلِّ أَرْبَعِينَ يَوْماً.
و كانت الليلة التي ولد فيها ليلة الجمعة، لثمان ليال خلون من شعبان، سنة سبع و خمسين و مائتين من الهجرة.
و يروى: ليلة الجمعة النصف من شعبان سنة سبع[3].
نسبه (عليه السلام)
هُوَ الْخَلَفُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبِ[4] بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ابْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ ابْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنَ عَدْنَانَ بْنِ أُدِّ
[1] في« ط» زيادة: لا.
[2] في« م، ط»: الأوصياء ننشأ في الشّهر ما ينشأ.
[3] حلية الأبرار 2: 534، مدينة المعاجز: 590/ 8، تبصرة الوليّ: 19/ 4.
[4] في« م، ط»: عبد مناف.