اسم الکتاب : دراسات في الحديث والمحدّثين المؤلف : هاشم معروف الحسني الجزء : 1 صفحة : 50
والتقسيم
الاولي للصحيح لا يعدو هذين القسمين ، الصحيح لذاته والصحيح لغيره فالصحيح لذاته
هو الذي يتمتع رواته بافضل الصفات واكرمها ، والصحيح لغيره هو المحكوم بصحته لامر
خارج عنه كالحديث الحسن الذي يقترن بما يوجب صحته ، أو بما يؤكد صدوره عن النبي (ص)
أو غيره من الصحابة.
ونص النووي في
كتابه قواعد التحديث ، ان للصحيح اقساما سبعة اعلاها ما اتفق عليه البخاري ومسلم ،
ثم ما انفرد به البخاري ، ثم ما انفرد به مسلم ، ثم ما كان جامعا لشروطهما في
الصحيح ، وان لم يدوناه في صحاحهما ، ثم ما كان على شرط البخاري في الرواية ، وياتي
من بعده ما كان على شرط مسلم ، والنوع الاخير ما صححه غيرهما من المؤلفين في
الحديث.
وقال ابن تيمية
: ان اهل العلم قد اتفقوا على ان اصح الاحاديث ما رواه اهل المدينة ثم ما رواه اهل
البصرة ، ثم ما رواه اهل الشام وتجاهل اكثرهم مرويات الكوفيين ، ووصفها بعضهم
بكثرة الدغل وعدم السلامة من العلل ، ولعل من ابرز اسباب هذا التنكر لمرويات
الكوفيين هو التشيع الغالب على اهلها ، والشيعة عند اكثر المحدثين من السنة مبتدعة
وضاعون كذابون على حد تعبيرهم يغلب على حديثهم الدغل والخلل اما احاديث الشاميين
فهي اصح من احاديثهم ، لان رواتها قد تخرجوا من مدرسة معاوية وآل مروان الائمة
البررة ، وتلمذوا على ابي هريرة راوية الامويين وصنيعة معاوية بن ابي سفيان الحريص
على مصلحة الاسلام ، والمحتاط في امور الدين ومصالح المسلمين.
اسم الکتاب : دراسات في الحديث والمحدّثين المؤلف : هاشم معروف الحسني الجزء : 1 صفحة : 50