الحمد لله الواحد القديم
الأزلي الذي لا يوصف بحد و لا نهاية و لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ الذي لا ابتداء
لكونه و لا غاية لبقائه الدال على وجوده بخلقه و بإحداث خلقه على أزليته و
بأشباههم على أن لا شبه له المستشهد بآياته على قدرته الممتنعة من الصفات ذاته و
من الأبصار رؤيته و من الأوهام الإحاطة به الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ
شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ العليم و أشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له الذي وعد على طاعته ثوابه و على معصيته عقابه و أشهد أن محمدا عبده و
رسوله أرسله بكتاب فصله و حكمة فأيده- لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ
وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ و أشهد أن أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب و الأئمة الطاهرين من ولده حجج الله على خلقه بعد انقضاء
وحيه و أشهد أن شيعتهم و مواليهم المتبعين لسنتهم و طريقتهم على صراط مستقيم و
أنهم الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا و أن الذين خالفوهم و حادوا عن طريقتهم و تركوا
أمرهم و لم يستنوا بسنتهم- عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ و قد ضلوا[1] السبيل أسأل
الله أن يثبتنا على دينهم و موالاتهم و محبتهم و أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا و
أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب قال محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه القمي رحمه الله إن الذي دعاني إلى تأليف كتابي هذا-