اسم الکتاب : تصحيح اعتقادات الإمامية المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 122
نبينا ص و أنه لا يقال في شيء مما ذكرناه[1] أنه وحي إلى أحد و لله تعالى أن يبيح
إطلاق الكلام أحيانا و يحظره أحيانا و يمنع السمات[2] بشيء حينا و يطلقها حينا فأما
المعاني فإنها لا تتغير عن حقائقها على ما قدمناه[3].
فأما الوحي من الله
تعالى إلى نبيه ص فقد كان تارة بإسماعه الكلام من غير واسطة و تارة بإسماعه الكلام
على ألسن الملائكة و الذي ذكره أبو جعفر رحمه الله من اللوح و القلم و ما ثبت فيه
فقد جاء به حديث إلا أنا لا نعزم على القول[5]
به و لا نقطع على الله بصحته و لا نشهد منه إلا بما علمناه[6] و ليس الخبر به متواترا يقطع العذر و
لا عليه إجماع و لا نطق به القرآن و لا ثبت عن حجة الله تعالى فينقاد له و الوجه
أن نقف فيه و نجوزه و لا نقطع به و لا نجزم[7]
له[8] و نجعله في
حيز الممكن.
فأما قطع أبي جعفر به و
علمه على اعتقاده فهو يستند إلى ضرب من التقليد و لسنا من التقليد في شيء[9].