responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحف العقول المؤلف : ابن شعبة الحراني    الجزء : 1  صفحة : 33
أيها الناس، إن لنسائكم عليكم حقا، ولكم عليهن حقا، حقكم عليهن أن لا يوطئن أحدا فرشكم، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم، وألا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح [1]، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن " بقية الحاشية من الصفحة الماضية " أيام واحدى وعشرين ساعة وخمس ساعة تقريبا وبسبب هذا النقصان تنتقل الشهور القمرية من فصل إلى فصل، فيكون الحج واقعا في الشتاء مرة وفى الصيف أخرى وكذا في الربيع و الخريف وكان يشق الامر عليهم، إذ ربما كان وقت الحج غير موافق لحضور التجار من الاطراف فكان تختل أسباب تجاراتهم ومعائشهم، فلهذا السبب أقدموا على عمل الكبيسة بحيث يقع الحج دائما عند اعتدال الهواء وادراك الثمرات والغلات وذلك بقرب حلول الشمس نقطة الاعتدال الخريفى فكسبوا تسع عشرة سنة قمرية بسبعة أشهر قمرية حتى صارت تسع عشرة سنة شمسية، فزادوا في السنة الثانية شهرا، ثم في الخامسة، ثم في السابعة، ثم في العاشرة، ثم في الثالثة عشر، ثم في السادسة عشر، ثم في الثامنة عشر وقد تعلموا هذه الصنعة من اليهود والنصارى. فانهم يفعلون هكذا لاجل أعيادهم، فالشهر الزائد هو الكبيس وسمى النسيئ لانه المؤخر والزائد مؤخر عن مكانه وهذا التفسير يطابق ما روى أنه صلى الله عليه واله خطب في حجة الوداع و كان في جملة ما خطب به " ألا وان الزمان قد استدار كهيئة [ خ ل كهيئته ] يوم خلق الله السماوات والارض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضربين جميدى وشعبان ". والمعنى رجعت الاشهر إلى ما كانت عليه وعاد الحج في ذى الحجة وبطل النسيئ الذى كان في الجاهلية وقد وافقت حجة الوداع ذا الحجة في نفس الامر... ". انتهى - والمواطأة: الموافقة. واستدار يستدير كدار يدور بمعنى إذا طاف حول الشئ وعاد إلى الموضع الذى ابتدأ فيه. والشهر مأخوذ من شهرة الامر أي ظهوره ووضوحه، ويطلق على الشهور القمرية لحاجة الناس إليه في ديونهم ومعاملاتهم وغير ذلك من مصالحهم ولشهرته عند العالم والجاهل والبادى والحاضر ويمكن أن يضبطها كل الناس حتى العامي والبادى. فلذلك كان المدار في أحكام الاسلام عليها والدليل عليه هذه الآية في سورة التوبة. وأيضا قوله تعالى في سورة يونس - 5 " جعل الشمس ضياءا والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب " وتقدير القمر بالمنازل علة للسنين ويصح ذلك إذا كانت السنة معلقة بسير القمر. وقوله في سورة البقرة - 189 " يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس ".

[1] العضل: المنع والتضييق. والهجر: الترك والاعتزال وضد الوصل - والمبرح بكسر الراء من البرح أي الشدة والاذى وقد يكون بمعنى الغضب. والانتهاء إذا ما عدى بلفظة " عن " يكون بمعنى الكف. يقال: انتهى عنه أي كف. (*)

اسم الکتاب : تحف العقول المؤلف : ابن شعبة الحراني    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست