responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحف العقول المؤلف : ابن شعبة الحراني    الجزء : 1  صفحة : 206
وقال عليه السلام: لا عليك [1] أن تصحب ذا العقل وإن لم تجمد كرمه [2] ولكن انتفع بعقله واحترس من سيئ أخلاقه ولا تدعن صحبة الكريم وإن لم تنتفع بعقله ولكن انتفع بكرمه بعقلك. وافرر الفرار كله من اللئيم الاحمق. وقال عليه السلام: الصبر ثلاثة: الصبر على المصيبة. والصبر على الطاعة. والصبر عن المعصية. وقال عليه السلام: من استطاع أن يمنع نفسه من أربعة أشياء فهو خليق بأن لا ينزل به مكروه أبدا، قيل: وما هن ؟ قال: العجلة واللجاجة والعجب والتواني. وقال عليه السلام: الاعمال ثلاثة: فرائض وفضائل ومعاصي، فأما الفرائض فبأمر الله ومشيئته وبرضاه وبعلمه وقدره يعملها البعد فينجو من الله بها. وأما الفضائل فليس بأمر الله لكن بمشيئته وبرضاه وبعلمه وبقدره يعملها العبد فيثاب عليها. وأما المعاصي فليس بأمر الله ولا بمشيئته ولا برضاه لكن بعلمه وبقدره يقدرها لوقتها، فيفعلها العبد باختياره فيعاقبه الله عليها، لانه قد نهاه عنها فلم ينته. وقال عليه السلام: يا أيها الناس إن لله في كل نعمة حقا، فمن أداه زاده ومن قصر عنه خاطر بزوال النعمة وتعجل العقوبة، فليراكم الله من النعمة وجلين كما يراكم من الذنوب فرقين [3]. وقال عليه السلام: من ضيق عليه في ذات يده فلم يظن أن ذلك حسن نظر من الله [ له ] فقد ضيع مأمولا. ومن وسع عليه في ذات يده فلم يظن أن ذلك استدراج من الله فقد أمن مخوفا. [4] وقال عليه السلام: يا أيها الناس سلوا الله اليقين وارغبوا إليه في العافية، فإن أجل

[1] أي لا بأس بك ولا حرج.
[2] جمدت يده: بخل.
[3] " وجلين " أي خائفين. " فرقين " أي فزعين.
[4] ذات يده: ما يملكه. ومأمولا أي ما أمل ورجا أي من كان في ضيق بحسب المال ولم يظن ان ذلك احسان من الله وامتحان منه فقد ضيع اجرا مأمولا وهكذا إذا لم يظن ان نعمته استدراج منه فقد أمن من مكر الله وذكر في النهج بتقديم وتأخير. (*)

اسم الکتاب : تحف العقول المؤلف : ابن شعبة الحراني    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست