نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ. وَ السَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَ إِنَّا لَمُوسِعُونَ. وَ الْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ. وَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ. وَ لا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ [1].
وَ إِنَّمَا هَذَا قَوْلُ الرَّسُولِ الْمُفَوَّضِ إِلَيْهِ وَ هُوَ الْمُفَوِّضُ إِلَيْنَا ذَلِكَ الْعِلْمَ لِقَوْلِ اللَّهِ (تَبَارَكَ وَ تَعَالَى): نَحْنُ نَفْعَلُ مِنْهُ بِمَا يَأْمُرُنَا بِفِعْلِهِ وَ هَذَا الْقَوْلُ إِشَارَةٌ مِنَّا إِلَيْهِ وَ سَنَرَاهُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ عِبَادِهِ وَ لَا مَلَائِكَةَ بِأَكْرَمَ عِنْدَهُ مِنَّا وَ لَا أَوْثَقَ. قَالَ الْمُفَضَّلُ يَا سَيِّدِي مِثْلُ هَذَا فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ يَا مُفَضَّلُ مَا كَانَ فِي الْقُرْآنِ أَنْزَلْنا* وَ إِنَّا جَعَلْنَا* وَ إِنَّا أُرْسِلْنا* وَ إِنَّا أَوْحَيْنا فَهُوَ قَوْلُ الْأَنْبِيَاءِ وَ الرُّسُلِ الْمُخَوَّلِينَ فِي بَسَائِطِ مَلَكُوتِ السَّمَاءِ وَ تُخُومِ الْأَرْضِ فَهُمْ نَحْنُ وَ لَا خَلَقَ اللَّهُ شيء [شَيْئاً بِأَكْرَمَ مِنَّا عِنْدَهُ، وَ قَدْ شَرَحْتُهُ لَكَ يَا مُفَضَّلُ هَذَا فَاشْكُرِ اللَّهَ وَ احْمَدْهُ وَ لَا تنسى [تَنْسَ فَضْلَهُ إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً وَ مَا كَانَ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ أَنَا وَ إِيَّايَ* وَ خَلَقْتُ* وَ رَزَقْتُ وَ أَمَتُّ وَ أَحْيَيْتُ وَ أَبْدَيْتُ وَ أَنْشَأْتُ وَ سَوَّيْتُ وَ أَطْعَمْتُ وَ أَرْسَلْتُ فَهِيَ مِنْ نُطْقِ ذَاتِهِ إِلَيْنَا يَا مُفَضَّلُ وَ مِثْلُ هَذَا كَثِيرٌ وَ لَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً.
إلى هنا تكون نسخة كتاب الهداية الكبرى كاملة و ذلك بفضل الاضافات التي حصلنا عليها من مخطوطات أخرى للكتاب.
سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
[1] سورة الذاريات الآيات: 31/ 51.