responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النصائح الكافية لمن يتولّى معاوية المؤلف : العلوي، السيد محمد بن عقيل    الجزء : 1  صفحة : 235

ولاقي الخصم علم انه لا قدرة له على قتله فهو معه كالنائم على فراشه واما أبو بكر فلم يخبر بقاتله فكان إذا دخل الحرب لا يدري هل يقتل اولا ومن هذه حاله يقاسي من التعب مالا يقاسيه غيره (انتهى).

واقول ما تهافت هؤلاء القوم على استنباط كل ما يتوصلون به إلى اهتضام حق لامير المؤمنين كرم الله وجهه في مقابلة من قبله وتسرعهم إلى تشويش كل منقبة خصه الله بها وتشبثهم بمثل هذه الاستدلالات العقيمة تأييدا منهم لما جمدوا عليه من معتقدهم وترويجا لما تمسكوا به من اقوال مقلديهم سيجر المتحرج عن الخوض فيما خاضوا فيه إلى تجشم البحث معهم مجبورا عليه وعلى الولوج معهم فيما يرى ولوجه غير مستحسن سعيا في حفظ قلوب القاصرين عن قبول ما روجوه وغالطوا به العامة مما يفسد عقيدتهم في كمال تلك المناقب الباهرة لعلي عليه السلام.

وسعى الي بعيب عزة نسوة

جعل الاله خدودهن نعالها

فنقول ان زعم المستدلين على نفي الاشجعية عن علي عليه السلام واثباتها لابي بكر رضي الله عنه بأن عليا انما يبارز الرجال ويقارع الابطال لا عن كمال شجاعة بل لان النبي عليه الصلاة والسلام اخبره بأنه لا يقتله الا ابن ملجم فهو مع مبارزه كالنائم على فراشه مردود مهدوم غير مستقيم لانه لا ملازمة ولا عناد بين علم الشخص انه لا يقتله الا فلان وبين الشجاعة أو عدمها إذ لا مانع من حصول العلم بذلك عن المعصوم لاشجع رجل في العالم أو لاجبن رجل فيه فلم اعرف حينئذ لاستدلالهم بما ذكر على جبن علي أو شجاعة ابي بكر وجها وغاية ما فيه احتمال ان عليا انما يقتحم الاهوال لا عن شجاعته بل لامنه من القتل والاحتمال انما يمنع قطعية دلالة آثار علي عليه السلام في الحروب على اشجعيته فقط لا ظنيتها الغالية ولا يثبت لغيره شجاعة كما زعموا ومع هذا فلا نسلك بهم الوعر بل نجاريهم فيما ذكروا ونقول لهم :

اسم الکتاب : النصائح الكافية لمن يتولّى معاوية المؤلف : العلوي، السيد محمد بن عقيل    الجزء : 1  صفحة : 235
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست