responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النص والإجتهاد المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 601
ما انزل الله على رسوله، وبأهل مكة الطلقاء مضمري العداوة والبغضاء ومن كان على شاكلتهم من ضواري الفتنة، وطواغي الغي وسباع الغارة وأعداء الحق، وقد قويت بفقد النبي صلى الله عليه وآله شوكتهم، إذ صار المسلمون بعده صلى الله عليه وآله كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية بين ذئاب عادية ووحوش ضارية، ومسيلمة الكذاب، وطليحة بن خويلد الدجال، وسجاح بنت الحارث الافاكة، وأصحابهم قائمون (في محق الاسلام وسحق المسلمين) على ساق. والرومان والاكاسرة وغيرهما من ملوك الارض كانوا للمسلمين بالمرصاد إلى كثير من هذه العناصر الجياشة بكل حنق من محمد وآله وأصحابه صلى الله عليه وآله وبكل حقد وحسيكة لكلمة الاسلام تريد أن تنقض أساسها، وتستأصل شأفتها وانها لنشيطة في ذلك مسرعة متعجلة، ترى ان الامر قد استتب، لها وان الفرصة بفقد رسول الله صلى الله عليه وآله قد حانت، فأرادت أن تسخر تلك الفرصة وتنتهز تلك الفوضى، قبل أن يعود الاسلام إلى قوة وانتظام، فوقف أمير المؤمنين بين هذين الخطرين، فكان من الطبيعي له أن يضحي حقه قربانا لدين الاسلام وايثارا للصالح العام، لذلك قعد في بيته - فلم يبايع حتى اخرجوه كرها - (938) احتفاظا بحقه واحتجاجا على المستأثرين به وعلى اوليائهم يوم القيامة ولو اسرع إلى البيعة ما قامت له بعد حجة، ولا سطع لاوليائه برهان، لكنه جمع فيما فعل بين حفظ الدين والمسلمين، والاحتفاظ بحقه في امرة المؤمنين فدل هذا على اصالة رأيه، ورجاحة حلمه، وسعة صدره، وايثار المصلحة (938) العقد الفريد ج 4 / 335، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج 6 / 11 و 48 بتحقيق أبو الفضل وراجع ما تقدم تحت رقم (28 و 29). والحمد لله رب العالمين تم في عصر يوم السبت 16 / جمادى الاولى / 1404 ه‌ في مدينة قم عش آل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام. أبو مجتبى


اسم الکتاب : النص والإجتهاد المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 601
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست