1 باب أدب[3] القاضي و
ما يجب أن يكون عليه من الأحوال عند القضاء
و يجب على القاضي إذا
كان من الصفات بما تقدم شرحه و أراد أن يجلس للقضاء أن ينجز حوائجه التي يتعلق
نفسه بها ليفرغ للحكم[4] و لا يشغل
قلبه بغيره ثم يتوضأ وضوء الصلاة و يلبس من ثيابه ما يتمكن من الجمال به و حسن
الهيئة بلبسه و يخرج إلى المسجد الأعظم في البلد الذي يحكم فيه فيصلي فيه ركعتين
عند دخوله و يجلس مستدبر القبلة لتكون[5]
وجوه الخصوم إذا وقفوا بين يديه مستقبلة القبلة و لا يجلس و هو غضبان و لا جائع و
لا عطشان و لا مشغول القلب بتجارة و لا خوف و لا حزن و لا فكر في شيء من الأشياء
و ليجلس و عليه هدي و سكينة و وقار.
فإذا جلس تقدم إلى من
يأمر كل من حضر للتحاكم أن يكتب اسمه و اسم أبيه و ما يعرف به من الصفات الغالبة
عليه دون الألقاب المكروهة فإذا