responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المراجعات - ط الجمعية الاسلامية المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 409
والاصول عن كل واحد منهم جم من ثقات الشيعة وحفاظهم وافر، وعدد من أهل الورع والضبط والاتقان يربو على التواتر، فرووا ذلك لمن بعدهم على سبيل التواتر القطعي، ومن بعدهم رواه لمن بعده على هذا السبيل، وهكذا كان الامر في كل خلف وجيل، إلى أن انتهى الينا كالشمس الضاحية ليس دونها حجاب، فنحن الآن في الفروع والاصول، على ما كان عليه الائمة من آل الرسول، روينا بقضنا وقضيضنا مذهبهم عن جميع آبائنا، وروى جميع آبائنا ذلك عن جميع آبائهم، وهكذا كانت الحال، في جميع الاجيال، إلى زمن النقيين العسكرين، والرضايين الجوادين، والكاظمين الصادقين، والعابدين والباقرين، السبطين الشهيدين، وأمير المؤمنين (ع)، فلا نحيط الآن بمن صحب أئمة أهل البيت من سلف الشيعة، فسمع أحكام الدين منهم، وحمل علوم الاسلام عنهم، وإن الوسع ليضيق عن استقصائهم وعدهم (964)، وحسبك ما خرج من أقلام أعلامهم، من المؤلفات الممتعة، التي لا يمكن استيفاء عدها في هذا الاملاء (965)، وقد اقتبسوها من نور أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وآله، واغترفوها من بحورهم، سمعوها من أفواههم، وأخذوها من شفاههم، فهي ديوان علمهم، وعنوان حكمهم، ألفت على عهدهم (966) فكانت مرجع الشيعة من بعدهم، وبها ظهر امتياز مذهب أهل البيت على غيره من مذاهب المسلمين، فإنا لا نعرف أن أحدا من مقلدي الائمة الاربعة مثلا، ألف على عهدهم كتابا في أحد مذاهبهم، وإنما ألف الناس على مذاهبهم، فأكثروا بعد انقضاء زمنهم (967) وذلك حيث تقرر حصر التقليد فيهم، وقصر الامامة في الفروع عليهم، وكانوا أيام حياتهم كسائر من عاصرهم من الفقهاء والمحدثين، لم يكن لهم امتياز على من كان في طبقتهم، ولذلك لم يكن على عهدهم من يهتم بتدوين أقوالهم، اهتمام الشيعة بتدوين أقوال أئمتها المعصومين - على رأيها - فإن الشيعة من أول نشأتها، لا تبيح الرجوع في الدين إلى غير أئمتها، ولذلك عكفت هذا


اسم الکتاب : المراجعات - ط الجمعية الاسلامية المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 409
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست