responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المراجعات - ط الجمعية الاسلامية المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 297
يتعصبون على الاحاديث الصحيحة إذا تضمنت فضيلة لعلي أو لغيره من اهل بيت النبوة، فيردونها بكل شدة، ويسقطونها بكل عنف، وينسبون رواتها إلى الرفض - والرفض أخبث شئ عندهم - هذه سيرتهم في السنن الواردة في علي (702)، ولاسيما إذا تشبث الشيعة بها، وكان لاولئك المتزلفين من يرفع ذكرهم من الخاصة في كل قطر، ولهم من يروج رأيهم من طلبة العلم الدنيويين، ومن المرائين بالزهد والعبادة، ومن الزعماء وشيوخ العشائر، فإذا سمع هؤلاء ما يقولون في رد تلك الاحاديث الصيحة اتخذوا قولهم حجة، وروجوه عند العامة والهمج، وأشاعوه وأذاعوه في كل مصر، وجعلوه أصلا من الاصول المتبعة في كل عصر. وهناك قوم آخرون من حملة الحديث في تلك الايام، اضطرهم الخوف إلى ترك التحديث بالمأثور من فضل علي واهل البيت، وكان هؤلاء المساكين إذا سئلوا عما يقوله اولئك المتزلفون في رد السنن الصحيحة المشتملة على فضل علي واهل البيت يخافون - من مبادهة العامة بغير ما عندهم - ان تقع فتنة عمياء بكماء صماء، فكانوا يضطرون في الجواب إلى اللواذ بالمعاريض من القول، خوفا من تألب أولئك المتزلفين، ومروجيهم من الخاصة، وتألب من ينعق معهم من العامة ورعاع الناس، وكان الملوك والولاة أمروا الناس بلعن امير المؤمنين، وضيقوا عليهم في ذلك، وحملوهم بالنقود، وبالجنود، وبالوعيد والوعود، على تنقيصه وذمه، وصوروه للناشئة في كتاتيبها بصورة تشمئز منها النفوس، وحدثوها عنه بما تستك منها المسامع، وجعلوا لعنه على منابر المسلمين من سنن العيدين والجمعة (703)، فلولا ان نور الله لا يطفأ، وفضل أوليائه لا يخفى، ما وصلت الينا السنن من طريق الفريقين صحيحة صريحة بخلافته، ولا تواترت النصوص بفضله، وإني والله لاعجب من الفضل الباهر الذي اختص به عبده وأخا رسوله، علي بن ابي طالب، كيف خرق نوره الحجب من تلك الظلمات المتراكمة، والامواج المتلاطمة، فأشرق على العالم كالشمس في رائعة النهار.


اسم الکتاب : المراجعات - ط الجمعية الاسلامية المؤلف : شرف الدين الموسوي، السيد عبد الحسين    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست