[1] ( 1 و 2)- ج 3،« باب أن
المعرفة للّه تعالى»،( ص 62، س 6 و 8) قائلا بعد الحديث الثاني:
« بيان- المعاينة مجاز عن
المواجهة بالخطاب أي خلق الكلام قبالة وجههم فنسوا تلك الحالة و ثبتت المعرفة في
قلوبهم، ثمّ اعلم أن أخبار هذا الباب و كثيرا من أخبار الأبواب السابقة تدلّ على
أن معرفة اللّه تعالى بل معرفة الرسول و الأئمّة صلوات اللّه عليهم و سائر العقائد
الدينية موهبية و ليست بكسبية و يمكن حملها على كمال المعرفة، أو المراد أنّه
تعالى احتج عليهم بما أعطاهم من العقول، و لا يقدر أحد من الخلق حتّى الرسل على
هداية أحد و تعريفه، أو المراد أن المفيض للمعارف هو الرب تعالى و إنّما أمر
العباد بالسعى في أن يستعدوا لذلك بالفكر و النظر كما يشير إليه خبر عبد الرحيم(
المنقول قبيل ذلك عن التوحيد في ص 61، س 29)، أو يقال: هى مختصة بمعرفة غير ما
يتوقف عليه العلم بصدق الرسل فان ما سوى ذلك إنّما نعرفه بما عرفنا اللّه على لسان
أنبيائه و حججه صلوات اللّه عليهم، أو يقال: المراد بها معرفة الاحكام الفرعية
لعدم استقلال العقل فيها، أو المعنى أنها إنّما يحصل بتوفيقه تعالى للاكتساب، هذا
ما يمكن أن يقال في تأويلها مع بعد أكثرها، و الظاهر منها أن العباد إنّما يكلفون
بالانقياد للحق و ترك الاستكبار عن قبوله، فاما المعارف فانها بأسرها مما يلقيه
اللّه تعالى في قلوب عباده بعد اختيارهم للحق ثمّ يكمل ذلك يوما فيوما بقدر
أعمالهم و طاعاتهم حتّى يوصلهم الى درجة اليقين، و حسبك في ذلك ما وصل إليك من
سيرة النبيين و أئمة الدين في تكميل أممهم و أصحابهم فانهم لم يحيلوهم على
الاكتساب و النظر و تتبع كتب الفلاسفة و الاقتباس من علوم الزنادقة بل إنّما دعوهم
أولا إلى الاذعان بالتوحيد و سائر العقائد ثمّ دعوهم الى تكميل النفس و الرياضات
حتّى فازوا بأعلى درجات السعادات».
[2] ( 1 و 2)- ج 3،« باب أن
المعرفة للّه تعالى»،( ص 62، س 6 و 8) قائلا بعد الحديث الثاني:
« بيان- المعاينة مجاز عن
المواجهة بالخطاب أي خلق الكلام قبالة وجههم فنسوا تلك الحالة و ثبتت المعرفة في
قلوبهم، ثمّ اعلم أن أخبار هذا الباب و كثيرا من أخبار الأبواب السابقة تدلّ على
أن معرفة اللّه تعالى بل معرفة الرسول و الأئمّة صلوات اللّه عليهم و سائر العقائد
الدينية موهبية و ليست بكسبية و يمكن حملها على كمال المعرفة، أو المراد أنّه
تعالى احتج عليهم بما أعطاهم من العقول، و لا يقدر أحد من الخلق حتّى الرسل على
هداية أحد و تعريفه، أو المراد أن المفيض للمعارف هو الرب تعالى و إنّما أمر
العباد بالسعى في أن يستعدوا لذلك بالفكر و النظر كما يشير إليه خبر عبد الرحيم(
المنقول قبيل ذلك عن التوحيد في ص 61، س 29)، أو يقال: هى مختصة بمعرفة غير ما
يتوقف عليه العلم بصدق الرسل فان ما سوى ذلك إنّما نعرفه بما عرفنا اللّه على لسان
أنبيائه و حججه صلوات اللّه عليهم، أو يقال: المراد بها معرفة الاحكام الفرعية
لعدم استقلال العقل فيها، أو المعنى أنها إنّما يحصل بتوفيقه تعالى للاكتساب، هذا
ما يمكن أن يقال في تأويلها مع بعد أكثرها، و الظاهر منها أن العباد إنّما يكلفون
بالانقياد للحق و ترك الاستكبار عن قبوله، فاما المعارف فانها بأسرها مما يلقيه
اللّه تعالى في قلوب عباده بعد اختيارهم للحق ثمّ يكمل ذلك يوما فيوما بقدر
أعمالهم و طاعاتهم حتّى يوصلهم الى درجة اليقين، و حسبك في ذلك ما وصل إليك من
سيرة النبيين و أئمة الدين في تكميل أممهم و أصحابهم فانهم لم يحيلوهم على
الاكتساب و النظر و تتبع كتب الفلاسفة و الاقتباس من علوم الزنادقة بل إنّما دعوهم
أولا إلى الاذعان بالتوحيد و سائر العقائد ثمّ دعوهم الى تكميل النفس و الرياضات
حتّى فازوا بأعلى درجات السعادات».
اسم الکتاب : المحاسن المؤلف : البرقي، ابو جعفر الجزء : 1 صفحة : 281